الصفحة الرئيسية > على الهامش.. دراسات ومقالات للتØÙ…يل > الØÙ‚يقة والسلطة عند ميشيل ٠وكو .. مصط٠ى نور (...)
الØÙ‚يقة والسلطة عند ميشيل ٠وكو .. مصط٠ى نور الدين
مجلة الديمقراطية .. القاهرة .. أكتوبر ٢٠١٨
الاثنين 1 تشرين الأول (أكتوبر) 2018, بقلم
هذا المقال ØÙˆÙ„ م٠هومي "الØÙ‚يقة والسلطة"ØŒ Ø¨ØØ³Ø¨ الم٠كر ميشيل ٠وكو Michel Foucault (١٩٢٦-١٩٨٤)ØŒ هو مجرد Ù„Ù…ØØ©ØŒ موجزة، وترجمة أمينة ل٠كره، المتعدد الأبعاد، والمتشابك. ٠تلك السطور، لا هي رؤية نقدية، ولا تأويلية، بل صياغة ل٠كره، بداية من كتبه، ÙˆØÙˆØ§Ø±Ø§ØªÙ‡ØŒ ودروسه، ÙˆÙ…ØØ§Ø¶Ø±Ø§ØªÙ‡ØŒ ومقالاته (Ø¢Ù„Ø§Ù Ø§Ù„ØµÙ ØØ§Øª). وقد أستعنت أساسا، ببعض كتابات سنواته الأخيرة، إذ شكلت تمام نضج تصوراته، ٠لا يمكن التطرق للم٠هومين، Ù ÙŠ ان٠صال، عن العديد من م٠اهيم أخرى، تشكل معا كلا لا يتجزأ. والغاية، هي تكوين صورة ÙˆØ§Ø¶ØØ© نسبيا، عن بعض أبعاد ٠كره المت٠رد، Ù ÙŠ الثقا٠ة ال٠رنسية، والذي يثير مناظرات عالمية بين كبار الم٠كرين.
استمر استخدام ٠وكو، لبعض الم٠اهيم، التي درس بها الثقا٠ة الغربية، عبر التاريخ، منذ ال٠ترة اليونانية، ليصل للواقع المعاصر. ÙˆÙ ÙŠ كل القضايا التي عالجها، منذ بدايات كتاباته، تعمق بالتدريج، Ù ÙŠ كل تدخل لاØÙ‚ØŒ Ù ÙŠ موضوعات جديدة، وإضا٠ة م٠اهيم أخرى، لتكتمل رؤيته.
ÙˆÙŠØØ¯Ø¯ ٠وكو عمله ال٠كري بØÙ‚Ù„ تاريخ الأ٠كار، Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© الاجابة على أسئلة مثل: كي٠تتشكل المعر٠ة؟، وما علاقة ال٠كر ك٠كر بالØÙ‚يقة؟، ÙˆÙƒÙŠÙ ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø£Ù† لتلك العلاقة تاريخها الخاص بها؟ 1
غير أن كتابات ٠وكو، لا يمكن ØØµØ±Ù‡Ø§ Ù ÙŠ ØÙ‚Ù„ بعينه، إذ تطرقت لل٠لس٠ة، والتاريخ، والاقتصاد، والسياسة، والطب، والقضاء، والجنس، وغير ذلك، ومن هنا تناول ٠كره بمجمله يستدعي سلسلة دراسات.
ÙˆØ³ÙˆÙ ØªØªØ¶ØØŒ بالتدريج عبر تلك السطور، العلاقة بين "الØÙ‚يقة والسلطة"ØŒ بعد تناول كل م٠هوم من٠صلا، ثم نرى ÙƒÙŠÙ ÙŠØØ¯Ø« الترابط بينهما.
تطور م٠هوم Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة
يتتبع ٠وكو م٠هوم الØÙ‚يقة Ù ÙŠ ال٠لس٠ة، بداية من سقراط Socrates (Ù¤Ù§Ù -٣٩٩ قبل الميلاد) ومطالبته بأن ينشغل الإنسان بن٠سه، ويهتم بها وتبلور ذلك Ù ÙŠ عبارته: "اعر٠ن٠سك بن٠سك". ٠الØÙ‚يقة التي يتوخاها سقراط، هي أن يتجاوز الإنسان بمعر٠ته، لما ØÙˆÙ„ه، ويولي الاهتمام لذاته، ب٠همها دون وسيط. غير أن Ù ÙŠ ذلك بعدا أكثر عمقا، وهو أن من أراد أن ÙŠØÙƒÙ… الغير، ٠عليه أولا الانشغال بذاته، ومعر٠ة ن٠سه بن٠سه، أي بلوغ مقدرته على ØÙƒÙ… ن٠سه، قبل Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ù ÙŠ منصب Ù„ØÙƒÙ… الغير. ولكي يصل المرء لهذه المرتبة، عليه تربية ن٠سه، عبر سلسلة من الممارسات، لكي يطهر ن٠سه، ÙˆÙŠØØ§Ù ظ على ÙˆØØ¯ØªÙ‡Ø§ وعدم تبعثرها، وأن يلجأ إلى العزلة، لكي ÙŠØÙ‚Ù‚ ذلك كله، وبعدها يكون بال٠عل قد "عر٠ن٠سه بن٠سه".
ويستمر انشغال ال٠لس٠ة اليونانية والهيلينية والرومانية بهذا المطلب لدى كل ال٠لاس٠ة. ٠يقول إبيقور Épicure (٣٤١ أو ٣٤٢- ٢٧٠قبل الميلاد):"كل إنسان ملزم بالانشغال بن٠سه، ليلا نهارا، وطوال ØÙŠØ§ØªÙ‡".
وتØÙˆÙ„ت ٠كرة الانشغال بالذات إلى "ظاهرة ثقا٠ية"ØŒ أي كانت ممارسة، وانشغالا ٠لس٠يا معا. وانتقلت بعدها إلى الزهد المسيØÙŠ. ٠ال٠كرة استمرت تنتقل، وتتØÙˆÙ„ØŒ من القرن الخامس، قبل الميلاد، إلى القرن الخامس الميلادي.
ويرى ٠وكو أن ال٠لس٠ة كانت بذلك المنهج "Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠØ©"ØŒ Ù ÙŠ هذا Ø§Ù„Ø¨ØØ«ØŒ إذ كان على الذات، أن تمارس على ن٠سها، تØÙˆÙ„ات، وتتبع تجارب خاصة، Ù„ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„ØÙ‚يقة Ù ÙŠ متناولها، ومن غير هذا السبيل، لا تتكش٠الØÙ‚يقة. يضا٠أن الØÙ‚يقة، Ù ÙŠ تجليها للإنسان، ØªØØ¯Ø« بالذات تØÙˆÙ„ا، وتصل بها إلى مرتبة الطمأنينة، والغبطة، إذ هي ليست تØÙˆÙ„ا له ك٠رد Ù ØØ³Ø¨ØŒ ولكن له ككيان.
بعد ذلك، Ø³ÙˆÙ ØªØØ¯Ø« قطيعة مع ٠كرة القدماء، وينشأ صراع بين التوجه الروØÙŠ la spiritualité وال٠كر الديني أو التيولوجي la théologie. وسو٠يستمر هذا الصراع، بداية من Ù ÙŠ نهاية القرن الخامس، واستمر ØØªÙ‰ القرن السابع عشر. وهذه القطيعة لم ØªØØ¯Ø« ٠جأة، ولم تكن صراعا، بين التوجه الروØÙŠ ÙˆØ§Ù„Ø¹Ù„ÙˆÙ….
ولكن مع ٠لس٠ة رونيه ديكارت Descartes (١٥٩٦- ١٦٥٠) كنقطة بداية، ØªØØ¯Ø« عودة ل٠كرة سقراط، ولكن يتم إهمال مسألة "الانشغال بالذات"ØŒ كمطلب ٠لس٠ي، وتتوق٠المسألة عند "الذات العار٠ة بوجودها"ØŒ بداية من مقولة ديكارت: "أنا أ٠كر، إذاً أنا موجود".
وبرغم ذلك، ٠التشابك ظل موجودا، بين التوجه الروØÙŠ ÙˆÙ Ù„Ø³Ù Ø© المعر٠ة، ولم ÙŠØØ¯Ø« ان٠صال بينهما ٠ورا، ويتجسد هذا التشابك Ù ÙŠ ٠لس٠ة سبينوزا Spinoza (١٦٣٢- ١٦٧٧)ØŒ التي جمعت معا، بين ٠لس٠ة Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة، والتوجه الروØÙŠØŒ الذي يرمي إلى قيام الإنسان Ø¨Ø¥ØØ¯Ø§Ø« تØÙˆÙ„ات، بن٠سه لن٠سه، لتتØÙ‚Ù‚ ذاتيته العار٠ة. ويستمر ن٠س التوجه، بعد ذلك، Ù ÙŠ ٠لس٠ة كانت Kant (١٧٢٤- ١٨٠٤)ØŒ وهيجل Hegel (Ù¡Ù§Ù§Ù - ١٨٣١)ØŒ ونيتشه Nietzsche (١٨٤٤- ١٩٠٠) وغيرهم، إذ تدوم تلك العلاقة بين ٠لس٠ة للمعر٠ة، ÙˆÙŠØµØ§ØØ¨Ù‡Ø§ المطالبة بجهد لتØÙˆÙ„ ذات الإنسان، Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« عن الØÙ‚يقة، لن٠سه.
بل نجد علاقة تجاور بين العلوم والتوجه الروØÙŠØŒ ليقوم الإنسان بتغيير Ù ÙŠ كينونته، للتوصل للØÙ‚يقة، Ù ÙŠ أسطورة ٠اوست Faust. وهو ما يعني، أنه لم يكن هناك صراعا، بين Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة عبر العلوم والتوجه الروØÙŠ.
ÙˆØ¨ØØ³Ø¨ ٠وكو، يمكن العثور على هذه العلاقة المزدوجة، Ù ÙŠ كل من التØÙ„يل الن٠سي، ÙˆÙ ÙŠ الماركسية، ØÙŠØ« يكون بلوغ الØÙ‚يقة، Ù ÙŠ تشابك مع جهد داخلي، لتغير الذات، كسبيل للوصول إليها. وتتخ٠ى تلك الابعاد الروØÙŠØ©ØŒ خل٠أشكال اجتماعية، مثل الانتماء لطبقة، أو Ù„ØØ²Ø¨ سياسي، أو التدرب والتأهيل Ù ÙŠ جماعة ما، أو Ù ÙŠ الانتماء لمدرسة ٠كرية... ٠مثلا نجد أن المØÙ„Ù„ الن٠سي، لاكان Lacan (١٩٠١-١٩٨١) كان أول من Ø·Ø±ØØŒ Ù ÙŠ التØÙ„يل الن٠سي، مسألة العلاقة بين الØÙ‚يقة والذات. وذلك بالتوصل لمعر٠ة الØÙ‚يقة، بجهد الشخص الذي قبل الكلام عن ذاته، Ù ÙŠ وجود المØÙ„Ù„ الن٠سي. وتتجسد تلك العملية، Ù ÙŠ قبول الشخص، أن يد٠ع نقودا كثمن، ومقابل لما سو٠يقوله هو، كقيقة عن ن٠سه، للمØÙ„Ù„ الن٠سي، لكي يتوصل الشخص بذاته Ù„ØÙ‚يقة كينونته وذاتيته. وكذا يوجد تأثير، لما يقوله الشخص، من ØÙ‚يقة عن ن٠سه، Ù ÙŠ التØÙˆÙ„ الذي Ø³ÙŠØØ¯Ø« له. ٠هي بصورة ما عودة، لما كان يطرØÙ‡ سقراط: "اعر٠ن٠سك بن٠سك".
٠ال٠لس٠ة، ÙƒØÙ‚Ù„ من ØÙ‚ول ال٠كر، تتساءل عما ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù„Ø¥Ù†Ø³Ø§Ù† إلى التوصل إلى الØÙ‚يقة، ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯ شروط هذا التوصل ÙˆØØ¯ÙˆØ¯Ù‡. وبناء على هذا التØÙˆÙ„ØŒ لم يعد ضروريا للتوصل للØÙ‚يقة، إلا سبيل المعر٠ة ٠قط، ودون أن يستلزم ذلك لا تجارب Ù…ØØ¯Ø¯Ø©ØŒ ولا شيء آخر إلا طريق المعر٠ة. ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø°Ù„Ùƒ هو السبيل، الذي يسلكه طالب الØÙ‚يقة، سواء كان عالما، أو ٠يلسو٠ا، أو غير ذلك.
٠للتوصل للØÙ‚يقة، لم يعد هناك غير سبيلين هما: قواعد منهج صارمة، وطبيعة موضوع المعر٠ة. ويضا٠، ألا يكون الشخص مجنونا، وأن يكون قد ØØµÙ„ قدرا جيدا من العلم، وأن يتمتع بالنزاهة، ولا يكون خل٠ه Ù…ØµÙ„ØØ©ØŒ إلا التوصل للØÙ‚يقة. ٠منذ Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© التي Ø£ØµØ¨ØØª ٠يها هوية الإنسان، لا علاقة شخصية لها بالØÙ‚يقة، يتØÙ‚Ù‚ الان٠صال بين الذاتية والØÙ‚يقة، ويكون ذلك هو المؤشر على الولوج إلى ٠ترة تاريخية مختل٠ة للعلاقة بينهما، أي نقول إن عصرا ØØ¯ÙŠØ«Ø§ للØÙ‚يقة بدأ. 2
الØÙ‚يقة والسلطة
سو٠يتطور استخدام ٠وكو للعديد من الم٠اهيم ولعل أهمها م٠هوم السلطة الذي تكرر Ù ÙŠ كتاباته الأساسية. Ù Ù ÙŠ Ù…ØØ§Ø¶Ø±Ø§ØªÙ‡ØŒ ودروسه، سو٠يلت٠ت أقل لم٠هوم السلطة ويستبدله بم٠هوم "السياسة الØÙŠÙˆÙŠØ© Biopolitique ". وهو يعني بهذا الم٠هوم، السبل التي تم اتباعها، منذ القرن السابع عشر، ثم الثامن عشر، لصبع العقلانية أو الرشادة، على ممارسة الØÙƒÙˆÙ…ة، ØÙŠØ§Ù„ ظواهر تتعلق بالسكان، ØÙŠÙˆÙŠØ§ أو عضويا، مثلما هو Ø§Ù„ØØ§Ù„ØŒ Ù ÙŠ الرعاية الصØÙŠØ©ØŒ والنظا٠ة، والتناسل والتعداد السكاني والتعليم والعقاب وغير ذلك. وأن هذه المسألة ظلت كذلك، طوال القرن التاسع عشر ÙˆØØªÙ‰ الآن. ٠هي إذاً تخص المجتمع المعاصر، والتØÙˆÙ„ات التي طرأت على الدولة، وعلى السلطة وعلى الأ٠راد، وخاصة Ù ÙŠ ظل "النيوليبرالية". ٠الليبرالية، ينظر إليها ٠وكو، كممارسة، أي كطريقة ٠عل، موجه Ù†ØÙˆ أهدا٠، والقيام بإعادة تنظيم ن٠سها، بمعاودة ت٠كر مستمرة، Ù ÙŠ الممارسة. ٠هي مبدأ، ومنهج للعقلنة لممارسات الØÙƒÙˆÙ…Ø©. هي عقلانية تطيع القاعدة الداخلية لأقصى اقتصاد. وهي كذلك قطيعة مع ٠لس٠ة "المزيد من الدولة"ØŒ التي كانت سائدة ØØªÙ‰ القرن السادس عشر. 3
مسعى ٠وكو رمى، لمعر٠ة كي٠تمارس الØÙƒÙˆÙ…Ø© إدارتها، وكي٠تتجسد هذه الممارسات Ù ÙŠ سلوك الانسان. أي كي٠تتم ممارسة السلطة، والتغيرات التي ØªØØ¯Ø« Ù ÙŠ تلك الممارسة، وظرو٠ها، على مسار التاريخ وكذا على الإنسان داخل الثقا٠ة الغربية. ٠المسعى، هو كش٠استراتيجية السلطة، وهد٠ها، وآليات عملها.
واستكشا٠هذا، يستلزم Ù ØØµ المجالات، والاماكن، التي تمارس ٠يها السلطة سياساتها، Ù ÙŠ السجون، والمستش٠يات، والمدارس، ÙˆÙ ÙŠ الجيش، ÙˆÙ ÙŠ المنزل، وكذا Ù ÙŠ نظم الاعترا٠ات، ÙˆÙ ÙŠ سبر وعي الانسان. بجانب ذلك، كي٠تتم ممارسة ØÙƒÙ… الدولة، وعلى الجانب المقابل، كي٠يØÙƒÙ… الإنسان ن٠سه. وكي٠تشكلت هذه الØÙƒÙˆÙ…ة، Ù ÙŠ الثقا٠ة المسيØÙŠØ© الأوربية، التي تطلب من البشر، الطاعة، والخضوع، وبأن "ي٠صدقوا القول". بل أن ي٠صØÙˆØ§ØŒ "بقول الØÙ‚يقة" عن أن٠سهم، ٠يما يخص خطاياهم، ورغباتهم، وامزجتهم.
"٠نظام الØÙ‚يقة"ØŒ هو إجبار، ÙˆÙ ØØµ للضمير، يطالب الإنسان، بأن يعتر٠بØÙ‚يقته، وأن يثبت ذلك بال٠عل، وأن تتسق الØÙ‚يقة مع كلامه. وتلك الØÙ‚يقة عبر ٠عله، وممارسته، يلزم الاعلان عنها، والموا٠قة عليها، أمام ن٠سه، وأمام الغير، وأن يقبل قيام سلطة مخولة، بالتأكد من مصداقيته.
ومن بين Ø§Ù„ØØ§Ù„ات، التي كان على الإنسان الغربي الانشغال بها، ØØªÙ‰ القرون الوسطي، لإظهار ØÙ‚يقته، نجد قضايا مثل: الردة، الزنا، القتل، والاضطهاد. ٠كل تلك كانت مسائل، يتم Ø§Ù„Ø¨ÙˆØ Ø¨Ù‡Ø§ØŒ Ù ÙŠ الاعترا٠ات Ù ÙŠ الكنيسة. ٠كانت ØÙ‚يقة الانسان، تتم Ù ÙŠ مشهد Ø§ØØªÙ الي عام، كمرØÙ„Ø© أولي، يتلوها آخر، لتن٠يذ عقاب، قد يصل Ù„ØØ¯ الموت. 4
ويقول ٠وكو، أن ما يظل غامضا، Ù ÙŠ تاريخ تجربة الإنسان Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« عن ن٠سه، هو كي٠تم الت٠كير، والتبرير، لقسر الخاطئ أو الآثم على الاعترا٠، وأن يتكلم بصدق، وأن يظهر هو ن٠سه، ØÙ‚يقته، لكي ينعم بالمغ٠رة.
٠هذا القسر تتكرر المطالبة به، Ù ÙŠ الكتابات الدينية: "لا مغ٠رة دون اعترا٠"ØŒ واقرار الآثم بذنبه، Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØØŒ لكي ÙŠØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ø§ الاعترا٠بينا: "٠من يعتر٠للرب، يعتق من العبودية". ٠هو لم يتم ٠قط الغ٠ران له، ولكنه أيضا Ø£ØµØ¨Ø ØØ±Ø§ وعادلا، بعد اعترا٠ه. وكذا: "Ø£Ø¹ØªØ±Ù ØªØØ·Ù… خطيئتك". بل أن رجل الدين، باعتباره هو من يملك Ù…Ù†Ø Ø§Ù„ØºÙ Ø±Ø§Ù†ØŒ مارس دورا Ù ÙŠ Ø§Ù„Ù…ØµØØ§ØªØŒ بدلا عن الطبيب. ٠كان على ال٠رد، أن يعتر٠له، بØÙ‚يقته، بشكل شخصي، ويكش٠بالت٠صيل، عن خطاياه، وعن المرض الذي أصابه، وعن عاهاته التي يخ٠يها، والآلام التي يشعر بها.
ÙˆÙ ÙŠ النموذج القضائي مارس رجال الدين دور القضاة. ولكنهم قضاة يمثلون الرب، ويستمعون لاعترا٠ات المذنب، والتي تشكل قسما أساسيا، من اجراءات Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø©. 5
بدايات التØÙˆÙ„ ال٠لس٠ي
ÙˆÙŠØØ¯Ø¯ ٠وكو، نهاية القرن الثامن عشر، كنقطة تغيرت ٠يها التساؤلات ال٠لس٠ية. إذ كانت تقليديا، تدور ØÙˆÙ„: ما الكون؟ وما الإنسان؟ وما الØÙ‚يقة؟ وما ØØ¯ÙˆØ¯ المعر٠ة؟ وهل المعر٠ة ممكنة؟ ٠تØÙˆÙ„ت إلى تساؤل جديد وجوهري هو: "من Ù†ØÙ† Ù ÙŠ هذا الزمن الذي Ù†ØÙŠØ§ ٠يه؟"ØŒ وذلك مع بقاء التساؤلات التقليدية أيضا.
وظل هذا التساؤل الجديد، بداية من ال٠يلسو٠كانت Kant، شاغلا لكل ال٠لاس٠ة من بعده. وأعتبر ٠وكو، هذا التساؤل شاغله الأساسي هو ن٠سه وجوهر كتاباته.
٠التساؤلات الجديدة، كانت نتاج ما يقع من Ø£ØØ¯Ø§Ø« Ù ÙŠ تاريخ أوربا المعاصر، إذ ت٠جرت Ø£ØØ¯Ø§Ø« كبرى تد٠ع للتساؤل. Ù Ù ÙŠ وقت انطلاق الثورة ال٠رنسية، صدر Ù ÙŠ المانيا كتابا، هو الأول من نوعه، إذ يدعو، الدولة Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ø©ØŒ للعناية بالطب، ÙˆØ§Ù„ØµØØ© العامة، Ù„ØÙ…اية ال٠رد. Ù ÙŠ ØÙŠÙ† أنه، مع الثورة ال٠رنسية، وما تلاها ت٠جرت ÙˆØ§ØØ¯Ø© من كبرى Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ القومية. وذات الشيء ØØ¯Ø« مع بداية Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثانية، التي سجلت قمة Ø§Ù„Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„ØªØ§Ø±ÙŠØ®ÙŠØ©ØŒ ÙˆØÙŠÙ†Ù‡Ø§ سن ب٠رنسا قانون التأمينات الاجتماعية ÙˆØ§Ù„ØµØØ© العامة وضمان الرعاية الطبية، وهو أيضا، ما ØØ¯Ø« Ù ÙŠ انجلترا، بوضع برنامج "لدولة الر٠اهية".
٠هنا تتجسد الم٠ارقات، والازدواجية، Ù ÙŠ العقل السياسي الغربي، وتتلخص Ù ÙŠ شعار: "اذهبوا ليقتل كل منكم الآخر، ونعدكم بØÙŠØ§Ø© طويلة ممتعة" أي أن السلطة Ù ÙŠ الوقت الذي سنت ٠يه قانونا "لتأمين الØÙŠØ§Ø©"ØŒ أصدرت: "أمرا بالذهاب للموت"!
٠منذ بدأت الدولة Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ø©ØŒ الالت٠ات Ù„Ù„ØµØØ© العقلية، والبدنية لل٠رد، بدأت Ø§Ù„Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„ÙƒØ¨Ø±Ù‰. ٠المشترك Ù ÙŠ الدولة Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ø©ØŒ هو ضبط سلوك ال٠رد، من ناØÙŠØ©ØŒ ÙˆØ§Ù„Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„Ø¬Ù…Ø§Ø¹ÙŠØ©ØŒ من ناØÙŠØ© أخرى.
وهنا يظهر انشغال ٠وكو أساسا، بإظهار وتØÙ„يل العلاقة بين أنواع تقنية سلطة المؤسسات، وكي٠تمارس نوعية Ù…ØØ¯Ø¯Ø©ØŒ لضبط سلوك الأ٠راد، بعقلانية متسقة مع البنى السياسية، والاجتماعية والاقتصادية. وهو لا يعني "أن العقلانية تن٠ي وجود العن٠٠لا يوجد أي تعارض بين الأمرين. ٠ما هو هام، هو ØªØØ¯ÙŠØ¯ طبيعة هذه العقلانية، وليس Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© العقل." إذ لا توجد سلطة سياسية، لا ت٠مار٠س هيمنتها Ù ÙŠ مجتمع بشري معاصر.
٠العقلانية تتجسد Ù ÙŠ المؤسسات، ÙˆÙ ÙŠ ØÙƒÙ… أو قيادة الناس. ٠هي عقلانية، تقوم ببرمجة البشر، وتوجيههم. إذ يوجد منطق Ù ÙŠ المؤسسات، مثلما يوجد منطق Ù ÙŠ سلوك الأ٠راد، وكذا Ù ÙŠ العلاقات السياسية. وهذه العقلانية، تتجلى بأكثر ما يكون، Ù ÙŠ العن٠الأكثر شراسة وخطورة. واستمرارية العن٠ذاته، يستمد منطقه، من العقلانية التي يستند إليها. 6
ولعل تقديم أمثلة عينية، تساعد على متابعة بعض ما يرمي إليه ٠وكو، Ù ÙŠ بعض دراساته. ٠كتاباته كلها تنشغل بوضع الإنسان وسلوكياته Ù ÙŠ علاقاتها مع السلطة، Ù ÙŠ الثقا٠ة الغربية، عبر الزمن ÙˆÙ ÙŠ مجالات الØÙŠØ§Ø©.
٠٠يما يتعلق Ø¨Ø§Ù„ØØ¨Ø³ العقابي، أو Ø§Ù„ØØ¬Ø±ØŒ على الذين ينظر إليهم كمرضى عقليا، كان ضروريا معر٠ة متى Ø£ØµØ¨ØØª تلك العقوبة، أو هذا Ø§Ù„ØØ¬Ø±ØŒ من الأمور المقبولة Ù ÙŠ المجتمع، كما لو كانت من الأمور الطبيعية، أو العادية، بل والضرورية. ٠هو تØÙ„يل "لنظم الممارسات". أي لهذا الوعاء، أو الأجهزة، التي تتم Ù ÙŠ داخلها، "برمجة السلوك"ØŒ الذي يجب إتباعه، كامتداد لما تم إقراره ØÙ‚وقيا، وقضائيا، وتØÙˆÙ„Ù‡ لنمط يتم اتباعه، بالتصديق عليه، باعتباره صØÙŠØØ§ØŒ أي ØÙ‚يقة. وبالتالي، Ø£ØµØ¨Ø ØªØ·Ø¨ÙŠÙ‚ Ø§Ù„ØØ¨Ø³ØŒ أو Ø§Ù„ØØ¬Ø±ØŒ أساسي Ù ÙŠ القانون الجنائي.
ول٠هم تلك الممارسة، التي أخذت صبغة الأمر "الطبيعي"ØŒ أو "الأمر العادي"ØŒ الم٠هوم والمقر بضرورته، يلزم Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الأسباب، والمنطق، وما وراء ذلك من استراتيجية، لكي تتØÙˆÙ„ØŒ من أمر غير مقبول مسبقا، إلى مقبول بالإجماع. أي معالجتها Ù ÙŠ إطار ظر٠ها التاريخي.
٠العقلانية، هي القيام بتØÙˆÙŠÙ„ØŒ إلى أمر مقبول، ممارسة قاسية، مثل Ø§Ù„ØØ¨Ø³ Ù ÙŠ زنزانة، أو إيقاع عقوبة تعذيب، أو إعدام Ù ÙŠ مشهد عام.
وهذا يعني، أنه سبق ذلك، تقديم مصوغات، لقبول هذه الممارسات، عبر تبريرات، ÙˆØØ³Ø§Ø¨Ø§ØªØŒ عن ن٠عيتها، أو عن ٠ائدتها للمجتمع. وبذا يتم عقلنة تلك الممارسة، Ù ÙŠ نظم تخصها. هذه الن٠عية لا ينظر إليها أساسا، باعتبارها أقل كل٠ة على المجتمع، ولكنها هي السبيل لترويض البشر. ٠تتشابك Ù ÙŠ تلك العملية، السلطة مع المعر٠ة، لتقديم ما تراه ÙƒØÙ‚يقة، أو كأمر سليم، وصØÙŠØ كممارسة.
٠الهد٠، هو السعي لمعر٠ة العلاقة، بين لعبة "القاعدة المنظ٠مة" لكي٠ية تطبيق الممارسة Ù ÙŠ الواقع، وبين وضع قواعد الخطاب، الذي يشكل الأساس، والمبر٠ر، والمستند إلى عقلانية، لهذه التØÙˆÙ„ات، لكي يمكن القيام بها، وتن٠يذها من ناØÙŠØ©ØŒ ÙˆÙ ÙŠ ن٠س الوقت، تقبلها ÙƒØÙ‚يقة.
بقول آخر، هي عملية ترمي إلى الكش٠، عن كي٠يØÙƒÙ… الناس الغير، وكي٠يØÙƒÙ…ون أن٠سهم، عبر إنتاج الØÙ‚يقة. وإنتاج الØÙ‚يقة، يعني إعداد، وترتيب المجالات، والأماكن التي تتم ٠يها، ممارسة ما هو ØÙ‚يقة، وما هو غير الØÙ‚يقة، على السواء، وبشكل دقيق.
٠هو ما يعني القيام بهذه الممارسات النوعية، وجعلها تأخذ مظهرها، لتوØÙŠ Ø¨Ø£Ù†Ù‡Ø§ نظم، ØÙ‚وقية، وقضائية، مختل٠ة، وتقنينها، باعتبارها صØÙŠØØ©.
Ù Ù†ØÙ† أمام برامج ÙˆØ§Ø¶ØØ©ØŒ وأوامر Ù…ØØ³ÙˆØ¨Ø©ØŒ Ùˆ"م٠عقلنة"ØŒ ÙˆØ¨ØØ³Ø¨Ù‡Ø§ØŒ يلزم تنظيم المؤسسات، وترتيب الأماكن، وضبط السلوك. ٠هي "تكنولوجية ترويض الانسان"ØŒ ومراقبة سلوكه. هو ترويض يتجسد، Ù ÙŠ الواقع، Ù ÙŠ شكل انضباط، مثلما هو Ù ÙŠ التعليم بالمدارس، أو Ù ÙŠ الجيش. وتلك "البرمجة" ØªØØ±Ùƒ Ù ÙŠ الواقع ال٠علي، سلسلة من التأثيرات، تتبلور Ù ÙŠ المؤسسات، وكذا تمتد، لتصل لسلوكيات الأ٠راد، وتلعب دورها "كشبكة رموز". وهذه الشبكة هي ما يستعان بها، كمعيار لرؤية كل شيء، ومصداقيته. 7
Ù Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة، ٠يما يخص مسألة الجنون، مثلا، يركز أساسا، على تعين Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© التاريخية، Ù ÙŠ الزمن Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ التي توجهت ٠يها الجهود، Ù ÙŠ الطب الن٠سي، Ù„Ù ØØµ "ØÙ‚يقة الأنا"ØŒ وما تراه ٠يه كجنون. أي عندما Ø£ØµØ¨Ø Ø³Ù„ÙˆÙƒ شخص ما، موضوعا Ù„Ù„Ø¨ØØ« عن ØÙ‚يقة جنونه. وهذه ال٠ترة يمكن تعينها، ما بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر. وتجسد Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة، Ù ÙŠ ممارسة المؤسسات، التي قامت بعزل الشخص، عن المجتمع Ù ÙŠ Ø¨ØØ«Ù‡Ø§ عن ØÙ‚يقة جنونه.
ÙˆÙ ÙŠ يخص الجريمة، ٠منذ القرن السابع عشر، ØØ¯Ø« تØÙˆÙ„ا هاما، تمثل Ù ÙŠ "عملية الاستجواب"ØŒ ليس Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ ØØ¬Ù… العقوبة، ولكن لسبر أغوار ØÙ‚يقة شخصية المتهم. أي Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن دوا٠عه، وعن رغباته العادية، وعن تلك التي تشكل رغبات متخيلة "٠انتزم".
ومنذ القرن التاسع عشر، لم يتوق٠الأمر على عزل المتهم، ولكن القيام بإجراءات، Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ نوع العقوبة عليه. ٠القضية هنا لا تخص السجون، التي وجدت دوما، Ù ÙŠ العصور السابقة، ولكن بداية من ذلك العصر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ يمكن القول بأنها بداية اعتبارها ضرورية، للسيطرة على المجرمين، والقيام بالتشريع لها، بعقلانية تبرر تلك الضرورة، وتجعلها مقبولة. ٠المسألة هي ØªØØ¯ÙŠØ¯ØŒ Ù ÙŠ داخل أي النظم العقلانية، بدأ التنظيم لتلك الممارسة. بجانب ذلك ٠أسلوب الاعترا٠يعني الكش٠، عن ØÙ‚يقة الشخص، بداية من كلماته، التي يقولها Ù ÙŠ الاستجواب، ليس ٠قط عما أرتكب، ولكن لتكش٠عن "من يكون".
و٠يما يخص الØÙŠØ§Ø© الجنسية، ٠إن مسألة الØÙ‚يقة، تعلقت بالكي٠ية التي ØØ¯Ø«Øª ٠يها التغيرات، Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø³Ù„ÙˆÙƒ الجنسي، موضوعا للتدخل، ليس ٠قط ال٠علي، ولكن النظري أيضا. ÙˆÙƒÙŠÙ ØØ¯Ø« أن بدأ الإنسان المعاصر، Ù ÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن ØÙ‚يقته، عبر رغباته الجنسية.
٠تاريخيا، تعود مسألة Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة، المتعلقة بالجنس، إلى العصور الأولى للمسيØÙŠØ©ØŒ مع بدايات ممارسة الاعترا٠، والإقرار بالذنوب. وسو٠يتطور الأمر Ù ÙŠ العصر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ بالسيطرة ليس على الشهوة الجنسية، ولكن أيضا، على السلوك الجنسي، والمطالبة بضبطه، وعدم الإ٠راط ٠يه، وكأن العكس، سيودي إلى ضع٠بدني، وتدني Ù ÙŠ القدرة على العمل، ÙˆØ§Ù†ØØ¯Ø§Ø± الانتاجية، وكان هذا الضبط، يناظره آخر، بالدعوة لكبت الشهوة للطعام. ٠التØÙˆÙ„ التاريخي، تدرج من العلاقة بالجسد، Ø¨ÙƒØ¨Ø Ø§Ù„Ø±ØºØ¨Ø© Ù ÙŠ الأكل، Ù ÙŠ الثقا٠ة المسيØÙŠØ©ØŒ إلى الالت٠ات إلى العلاقات الجنسية، مع المجتمع Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«. 8
الØÙ‚يقة بين الخطاب والجدال
ÙŠØØªÙ„ الخطاب مكانة Ù…ØÙˆØ±ÙŠØ© Ù ÙŠ ٠كر ٠وكو. والخطاب هو مجمل المعاني الم٠قيدة، والم٠جبرة، التي تتواجد عبر العلاقات الاجتماعية. ٠الخطاب هو Ø³Ù„Ø§Ø Ø³Ù„Ø·Ø©ØŒ وضبط، واخضاع، وهو تعين لأهلية، وتجريد من الأهلية، وهما معا، دعامة الصراع الجوهري. ٠يلزم أن يظهر Ù ÙŠ الخطاب وظائ٠، لا ØªØªØØ¯Ø¯ بالاستخدام البسيط Ù ÙŠ تعابير (عن علاقة قوى، موجودة بال٠عل، ومستقرة)ØŒ أو أن يعكس إعادة انتاج (لنظام اجتماعي سابق). ٠مجرد تضمن الخطاب ل٠عل الكلام، واستخدامه لأل٠اظ ي٠همها الغير، ويتقبلونها، يمنØÙ‡ قوته. ٠الخطاب، هو علاقات قوى، ليس ٠قط كتسجيل مكتوب، وإنما ك٠اعل Ù ÙŠ الواقع. 9
‫‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬وتØÙ„يل ٠وكو للخطاب، يختبر السبل المتنوعة، التي يقوم ٠يها الخطاب، بلعب دوره، Ù ÙŠ داخل نظام استراتيجي، تتواجد السلطة ٠يه، وبالاعتماد على هذا الخطاب، تستمر ممارساتها كسلطة. ٠السلطة تقوم بممارسة دورها، عبر الخطاب، لأن الخطاب ذاته، هو عنصر من آلة استراتيجية، لعلاقات السلطة.‬ ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
٠الخطاب هو سلسلة من العناصر، تعمل داخل الآليات العامة للسلطة. وبالتالي يجب النظر للخطاب كسلسلة من Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« événements. وهي Ø£ØØ¯Ø§Ø« سياسية، وعبرها تتواجد السلطة، ÙˆØªØØ¯Ø¯ توجهها. ٠هذه Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø«ØŒ تتم Ù ÙŠ أعماق التاريخ. ٠الهد٠من دراسة الخطاب، هو ØªØØ¯ÙŠØ¯ ما ارتبط، وتبع، النطق به، Ù ÙŠ Ù„ØØ¸Ø© معينة، من وظائ٠باعتباره مرجعية أي ÙƒØÙ‚يقة. 10
‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬التØÙˆÙ„ Ù ÙŠ جوهر السلطة
يرى ٠وكو، أن النظر للتاريخ كمراØÙ„ØŒ سØÙŠÙ‚ة، وقديمة، ÙˆØØ¯ÙŠØ«Ø©ØŒ ومعاصرة، ليست نظرة سليمة، لأن كل ما ٠ات مازال يتجلى Ù ÙŠ الجديد الراهن. ٠كل ما هو موجود اليوم، ٠يما يتعلق بنظم الآمن، والعقاب، ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø±ØŒ ليس إلا الامتداد لما كان يطبق، Ù ÙŠ الماضي. وذات الشيء، ينطبق على قواعد الانضباط، Ù ÙŠ المدرسة، ÙˆÙ ÙŠ الجيش، ÙˆÙ ÙŠ المصنع، ÙˆÙ ÙŠ كل مجال آخر.
وإن Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© كأيديولوجية، وكتقنية ØÙƒÙˆÙ…ة، لابد من ٠همها، من داخل التØÙˆÙ„ات، والتغيرات، Ù ÙŠ "تكنولوجيات السلطة". Ù Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ©ØŒ ليست إلا التلازم مع وضع أجهزة للأمن. ٠ل٠رض جهاز أمن، لزم تقديم شيء بالمقابل، يسمى Ø¨Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ©ØŒ وعني بها ØØ±ÙŠØ© تنقل الأ٠راد، والأشياء، Ù ÙŠ المجتمع الرأسمالي الليبرالي.
٠شكل المجتمع، والاقتصاد، والسكان، والأمن، ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠØ©ØŒ عناصر تقوم على اعتبارات Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ية الجديدة la nouvelle gouvernementalité التي نعر٠ها الآن، وما هي إلا أشكالا أخذت تØÙˆÙŠØ±Ø§Øª معاصرة من السابقة عليها.
٠بالنسبة ل٠وكو، Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ية هي "٠نون الØÙƒÙ…"ØŒ التي تواجدت بداية من القرن الثامن عشر، وبخل٠ية مسيØÙŠØ© Ù ÙŠ العمق. ٠الدولة Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ø© ولدت، عندما Ø£ØµØ¨ØØª Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ية متجسدة Ù ÙŠ ممارسات سياسية Ù…ØØ³ÙˆØ¨Ø© بدقة وبت٠كر.
٠الامتيازات، التي بدأت تمارسها الØÙƒÙˆÙ…ة، قد تمثلت Ù ÙŠ تقليص سلطة الملك، الجالس على كرسي العرش، ولكنه لا ÙŠØÙƒÙ…ØŒ وبهذا Ø£ØµØ¨ØØª الØÙƒÙˆÙ…Ø© تتمتع بسلطة أعلى من سلطة «أنا الملك»، وأعلى من السيادة، وأعلى من الامبراطورية. ٠التØÙˆÙ„ ØØ¯Ø« من ٠كرة اعتبارات Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© العامة la raison d’EtatØŒ ØÙŠØ« كانت Ù ÙŠ ظلها كل السلطة، Ù ÙŠ يد العاهل، إلى اعتبارات "Ù…ØµÙ„ØØ© Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ية"ØŒ لتقليص دور العاهل، ÙˆØ¨Ø§ØØªÙ„ال مكانة أكبر Ù ÙŠ قلب السلطة بدلا عنه. 11
الخطاب والجدال والØÙ‚يقة
وللتوصل للØÙ‚يقة، أخلاقيات يلزم تو٠رها، Ù ÙŠ العلاقة بين من يسعون للتوصل إليها معا. ٠الغاية، Ù ÙŠ ØØ§Ù„Ø© سؤال وجواب، بين شخصين، هي التوصل، إلى Ø§ÙŠØ¶Ø§Ø Ù…ØªØ¨Ø§Ø¯Ù„ØŒ من قبل الطر٠ين، ÙˆØÙ ظ ØÙ‚ كل منهما Ù ÙŠ الØÙˆØ§Ø±. ٠من يوجه السؤال، يستخدم ØÙ‚ه، Ù ÙŠ القول بأنه ليس مقتنعا، ويشك Ù ÙŠ وجود تناقضات، ÙˆØ¨ØØ§ØØ© لمعلومات إضا٠ية، ويبدي أدلة مختل٠ة، ويظهر أخطاء Ù ÙŠ الت٠سير، قال بها الآخر.
أما الذي يرد على السؤال، ٠هو مرتبط بمنطق خطابه، أي بما سبق له قوله، ÙˆÙ ÙŠ ن٠س الوقت، بقبول مساءلة نظيره له. ٠كل من Ø§Ù„Ù…ØªØØ§ÙˆØ±ÙŠÙ† ينعمان، بما أعطاه كل منهما للآخر من ØÙ‚ØŒ Ù ÙŠ ظل شكل مقبول للØÙˆØ§Ø±.
أما المجادل، بكلام هجومي، ٠هو Ù…Ø³Ù„Ø Ø¨Ø±Ø¤ÙŠØ© مسبقة، ولا يقبل أبدا التشكيك ٠يها. ٠هو يمتلك، من ØÙŠØ« المبدأ، ØÙ‚وقا ØªØ³Ù…Ø Ù„Ù‡ بدخول ØØ±Ø¨ØŒ وتجعل منها صراعا عادلا، Ù ÙŠ نظره. ٠هو لا يري ٠يمن ÙŠØØ§ÙˆØ±Ù‡ ندا، ÙŠØ¨ØØ« معه عن الØÙ‚يقة، ولكن عدوا أخطأ، وخطر، ووجوده ذاته يشكل تهديدا.
٠هو لا يرى ٠يه إذاً، "ذاتا" لها ØÙ‚ الكلام، وإنما يسعى للتخلص منها كنظير، Ù ÙŠ ØÙˆØ§Ø± ممكن. ٠هد٠ه النهائي، ليس التقارب، قدر ما هو Ù ÙŠ الامكان، ولكن أن ÙŠØÙ‚Ù‚ الانتصار للقضية، التي ÙŠØÙ…لها Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ù…Ù†Ø° البداية. ٠المجادل المعادي، ÙŠÙ…Ù†Ø Ù†Ù Ø³Ù‡ ØÙ‚ Ù†Ù ÙŠ وجود الآخر. ولذا ٠إن "المجادل المعادي"ØŒ هو شخصية ط٠يلية، تØÙˆÙ„ دون مواصلة Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الØÙ‚يقة.
ويطبق ٠وكو هذه الرؤية، ويقول بوجود ثلاثة نماذج لهذا النوع من المجادلين: النموذج الديني، ويتجسد Ù ÙŠ أتباع البدع، Ùˆ"الهرطقة"ØŒ التي تنشغل بتعين مسألة، Ù ÙŠ العقيدة لا ÙŠØÙ‚ المساس بها، وتعتبر أن المعارض لرؤيتها، أهملها أو قام بتجاوزات بشأنها. وبالتالي وقع Ù ÙŠ خطأ أخلاقي، ÙŠØØ§ÙƒÙ… بناء عليه، بذنب Ù ÙŠ ارتكابه.
ÙˆÙ ÙŠ النموذج القضائي، لا ÙŠÙ ØªØØŒ الجدال Ù ÙŠ الممارسات، الباب Ù„ØÙˆØ§Ø± ممكن، تتØÙ‚Ù‚ ٠يه الندية. ٠هو جدال ي٠جري Ù…ØØ§ÙƒÙ…ة، ولا مكان ٠يها Ù„ØÙˆØ§Ø± بين متناقشين، ولكن مواجهة، مشتبه ٠يه، وجمع الأدلة لإدانته، ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯ المخال٠ة، التي وقع ٠يها، ثم إصدار ØÙƒÙ… بالإدانة.
ويعتبر ٠وكو أن المجادل السياسي، Ù ÙŠ الزمن المعاصر، هو الأكثر سطوة. ٠الجدال السياسي، ÙŠØØ¯Ø¯ Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠ات، ويلم المشايعين، ÙˆÙŠÙˆØØ¯ Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„ØØŒ أو الآراء، ويمثل ØØ²Ø¨Ø§ØŒ ÙˆÙŠØØ¯Ø¯ الآخر، كعدو له Ù…ØµØ§Ù„Ø Ù…ØªØ¹Ø§Ø±Ø¶Ø©ØŒ ويلزم الصراع معه، ØØªÙ‰ تتم هزيمته، ٠لا يظل أمامه، إلا الخضوع، أو الاخت٠اء.
كل هذه المجادلات ØªÙ„ÙˆØ ÙƒÙ…Ø§ لو كانت مشاهد Ù ÙŠ مسرØÙŠØ©. ولكن Ù ÙŠ واقع الأمر، كلها تدخل Ù ÙŠ صلب نظام الخطاب، ٠هي ممارسات، لها عواقبها التي لا يمكن إهمالها. 12
تØÙ‚Ù‚ ذاتية الإنسان
ولدراسة تعدد انماط تØÙ‚Ù‚ "ذاتية الإنسان"ØŒ كسبيل للتوصل للØÙ‚يقة، Ù ÙŠ الثقا٠ة الغربية، يقول ٠وكو بوجود ثلاثة انماط لتØÙˆÙ„ البشر إلى ذوات. ولكن يلزم الوعي بأن للذات وضعين، ٠هي إما خاضعة، أو ساعية لتكوين هويتها، بشكل مستقل، بتØÙ‚يق ن٠سها بتجاوز مجرد الوعي بالذات.
أولا: الأنماط المختل٠ة لبلوغ مكانة Ù ÙŠ العلوم اللغوية، وكذا الذاتية المنتجة، أي الذات العاملة، Ù ÙŠ الاقتصاد وزيادة الثروة. بالإضا٠ة إلى امكانية تØÙ‚Ù‚ تلك الذاتية، لمجرد العيش Ù ÙŠ تاريخ طبيعي ÙˆØÙŠÙˆÙŠ.
ثانيا: تØÙ‚Ù‚ الذاتية، ٠يما يمكن تسميته "الممارسات الم٠٠ر٠قة"ØŒ وهي ما تقوم بتØÙˆÙŠÙ„ الذات إلى مجرد شيء، ØÙŠØ« يتم تقسيم الذات من داخلها على ن٠سها، أو أن يتم ت٠رقتها عن الذوات الأخرى. ٠تتم الت٠رقة بين الذوات، على اعتبار بعضها مجنونة، Ù ÙŠ مواجهة أخرى عاقلة، أو بعضها مجرمة، Ù ÙŠ مقابل أخرى، سوية طيبة.
ثالثا: تØÙˆÙ„ الإنسان إلى ذات، عبر وعيه بذاته بطبيعة خصائصه الجنسية.
وتلك الأنماط Ù ÙŠ تنوعها، تدخل بالضرورة، Ù ÙŠ علاقات مع السلطة. ومن هنا ØªØªØ¶Ø Ø£Ù‡Ù…ÙŠØ© دراسة السلطة كضرورة. ولكن دراستها، يجب أن تتم أساسا، عبر الوظائ٠، التي تقوم بينها، وبين تلك الذوات كأ٠راد، أو كجماعات، أو كطبقات، أو كثقا٠ات. أي لا يمكن الاكت٠اء، كما هو Ø§Ù„ØØ§Ù„ØŒ بدراسة السلطة، عبر مسائل ØÙ‚وقية، مثل شرعية السلطة، أو دراسة مؤسساتها، والتساؤل ما الدولة؟ وأن ما يلزم، هو Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن الأسباب التاريخية، التي د٠عت إلى اللجوء لهذا المنهج، أو ذاك. أي الوعي التاريخي، Ø¨Ø§Ù„ØØ§Ù„ الذي Ù†ØÙŠØ§Ù‡.
٠دور ال٠لس٠ة الآن، هو مراقبة السلطة، ٠ي تجاوزاتها، المستندة إلى العقلانية السياسية. والدليل على أهمية تلك المراقبة هو أن العقلانية لم تغب، لا ٠ي معسكرات الإبادة النازية، ولا معسكرات الستالينية.
٠السؤال Ø§Ù„Ù…Ø·Ø±ÙˆØ Ù‡Ùˆ: ما الموق٠من تلك الØÙ‚يقة؟ ٠بالتأكيد، ليس الØÙ„ØŒ Ù ÙŠ Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© العقل، أو الرشادة. ٠سيكون عقيما القيام بمواجهة عقلنة ولا عقلنة. وكذا يلزم عدم التعميم، Ø¨Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن ثقا٠ة بكاملها، أو عن مجتمع ما، ولكن ØªØØ¯ÙŠØ¯ القضايا، Ù ÙŠ مجالات بعينها، مثل الجنون، المرض، الموت، الجريمة، الجنس، Ø§Ù„ØØ±Ø¨ إلى آخره.
٠برغم أن عصر "الأنوار"ØŒ شكل مرØÙ„Ø© هامة Ù ÙŠ تطور الغرب التاريخي، وابتداع "تكنولوجية سياسية"ØŒ غير أنه يلزم العودة، إلى ما قبل ذلك العصر، ل٠هم الآليات التي جعلت الغرب سجينا لتاريخيه ذاته.
٠ما ظهر قبل عصر الأنور، تجسد Ù ÙŠ سلسلة من المعارضات لما كان ساريا. وهي معارضات، لم تخص بلدا بعينه بل ثقا٠ات متعددة. وكانت معارضات Ù ÙŠ مواجهة سلطات، وضد ممارستها دون رقابة عليها، مثلما هو Ø§Ù„ØØ§Ù„ Ù ÙŠ الطب، الذي بيده ØÙŠØ§Ø© الإنسان وموته.
٠هو صراع يتعلق بوضعية ال٠رد، ÙˆØÙ‚Ù‡ Ù ÙŠ الاختلا٠، ÙˆØÙ‚Ù‡ Ù ÙŠ أن يكون ٠ردا، ويعارض كل ما من شأنه عزله عن الأخرين. باختصار ٠هو صراع، ضد ممارسة ØÙƒÙ…ØŒ يعامل الناس بشكل Ø£ØØ§Ø¯ÙŠ ÙƒØ£Ù Ø±Ø§Ø¯. وهي كذلك مقاومة، لأثار السلطة المستندة للمعر٠ة ÙˆØ§ØØªÙƒØ§Ø±Ù‡Ø§ لهذه المعر٠ة، وبالتالي، Ù ÙŠ ØÙ‚ها Ù ÙŠ ترويجها، أو القول بوجود أسرار خ٠ية عن الغير، والقيام بخداع وبتلاعب بالناس.
٠كل ذلك يمكن تلخصه، Ù ÙŠ ر٠ض "نظام المعر٠ة"ØŒ وكي٠كان يسير، وعلاقته بالسلطة. ٠هذا الصراع الذي يتجسد Ù ÙŠ سؤال "من Ù†ØÙ† ومن نكون؟". هو ر٠ض للعن٠، الذي تمارسه الدولة، اقتصاديا، وايديولوجيا، ولا تريد الاعترا٠بال٠رد وخصوصيته. وهو أيضا، ر٠ض للمؤسسات، وللعلوم، التي تشكل ما يشبه Ù…ØØ§ÙƒÙ… ت٠تيش، Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ هوية كل ٠رد. ٠هو ر٠ض "لشكل الØÙƒÙ…"ØŒ الذي يمارس سلطته، Ù ÙŠ الØÙŠØ§Ø© اليومية، ÙˆÙŠØØ¯Ø¯ هوية كل شخص Ù ÙŠ ٠ئة، ويريد منه أن يعتر٠بها، وأن يراه الغير عبرها.
٠عبر هذا الشكل، Ù ÙŠ الØÙƒÙ… القامع، يتواجد الإنسان وتØÙˆÙ„Ù‡ إلى "ذات". ٠هناك ذات خاضعة، وتابعة للغير ÙˆØªØØª سيطرتها، ÙˆÙ ÙŠ مقابلها، ذات متمسكة بهويتها، مستقلة، ØªØ¨ØØ«ØŒ عبر الوعي والمعر٠ة، للتوصل لإدراك ن٠سها.
وبإيجاز، ٠هناك صراع ضد القهر الإثني، أو الديني، أو الاجتماعي. وآخر ضد الاستغلال، و٠صل المنتج عما ينتجه. وثالث ضد من ير٠ض، ما يربط ال٠رد بذاته، ويريد تØÙˆÙŠÙ„Ù‡ إلى ذات خاضعة للغير. 13
٠بالعودة للقرن السادس عشر، وما بعده، سنجد أنه قد ظهرت كتابات تتساءل ØÙˆÙ„ السلطة ÙˆØÙˆÙ„ ال٠رد. وجوهر التساؤلات، Ù ÙŠ Ø¨ØØ«Ù‡Ø§ عن الØÙ‚يقة، تجسدت Ù ÙŠ انتقادات موجهة للكنيسة التي اتخذت لن٠سها مكانة "الراعي" Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§ØØŒ واجساد الجميع، لتصل بهم، قسرا، إلى ØØ§Ù„Ø© الطمأنينة والسلام. ٠الكل ملزم بقبول هيمنتها وعليه الخضوع لإرادتها لأنها تمتلك "الØÙ‚يقة".
وكانت الانتقادات أيضا لشكل Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…. ٠كانت التساؤلات تدور ØÙˆÙ„ قضايا Ù Ù† قيادة أو ØÙƒÙ… الناس، وكذا ممارسة ØÙƒÙ… الناس Ù ÙŠ الØÙŠØ§Ø© العامة، ÙˆÙ ÙŠ الأسرة أو Ù ÙŠ الجيش أو ØÙƒÙ… ال٠قراء أو المتسولين Ù ÙŠ المدينة، أو Ù ÙŠ الدولة. أي كي٠يØÙƒÙ… الإنسان روØÙ‡ØŒ وعقله، وجسده. ٠تلك التساؤلات، هي ٠نون Ù ÙŠ التربية، والاقتصاد، والسياسة. ولذا كانت تتضمن ما يعني: "لا نريد أن Ù†Ù ØÙƒÙ… بهذه الطريقة، ومقابل هذا الثمن".
٠هذه التساؤلات ØÙˆÙ„ الØÙƒÙ…ØŒ Ù ÙŠ أشكاله المختل٠ة، أي بالكنيسة من جهة وبالدولة من جهة أخرى، شكل انشغال الا٠راد والمجتمع وال٠لاس٠ة. ٠هي بشكل ما، عودة للقانون الطبيعي، الذي ي٠٠ضل الانسان ٠يه، ألا يكون Ù…ØÙƒÙˆÙ…ا، بواسطة سلطة ما. ومن ناØÙŠØ© أخرى، هي تساؤلات، عن Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ التي لا يجب أن يتجاوزها ØÙƒÙ…. ويضا٠، أنه ر٠ض، لما تقوله سلطة باعتباره "ØÙ‚يقة"ØŒ ÙˆØÙ‚ عدم القناعة بأنها ØÙ‚يقة، لأن السلطة قالت بذلك. كل هذه التساؤلات، شكلت مرØÙ„Ø© ØØ§Ø³Ù…Ø© Ù ÙŠ الثقا٠ة الغربية، Ù ÙŠ كل المجالات، التي Ù ØªØ Ù ÙŠÙ‡Ø§ باب التساؤلات، والشك لأنها شملت ثلاث مسائل جوهرية وهي: "الØÙ‚يقة، والسلطة، والذات".
ونجد أ٠ضل تجسيد لتلك التساؤلات Ù ÙŠ نص قصير لل٠يلسو٠كانت Kant ØªØØª عنوان: "اجابة على سؤال ما الأنوار؟". ٠هو يستهله بالقول: "يمكن تعري٠"الأنوار" بأنها خروج الإنسان، من ØØ§Ù„Ø© الوصاية، التي يعيشها، والخاضع لها، ٠هو المسؤول، هو ن٠سه، عن هذا الوضع. Ù ØØ§Ù„Ø© الوصاية، هي ٠قدان مقدرته الاستعانة بقدراته الذهنية، دون ØØ§Ø¬Ø© أن يقوده آخر. هي ØØ§Ù„Ø© ناجمة، من خطئنا Ù†ØÙ†ØŒ ØÙŠÙ†Ù…ا تنتج، ليس من نقصان Ù ÙŠ قدرتنا على الادراك، ولكن من انعدام ارادتنا، وانعدام شجاعتنا، للاستعانة بتلك القدرات، دون انتظار آخر ليقودنا." وتلك هي Ø¨ØØ³Ø¨ ميشيل ٠وكو "سياسة الØÙ‚يقة" التي تØÙ‚قت بممارسة النقد، أي "Ù Ù† الانعتاق الاختياري من العبودية". 14
هوامش :
1
Foucault Michel, Entretien avec D. Trombadori, fin 1978, Dits et Ecrits, Tome IV, 1980-1988, Editions Gallimard, Paris, 1994, pp. 41-95.
2
Foucault Michel, L’Herméneutique du Sujet, Cours au Collège de France 1981-82, Editions Gallimard, Paris, 2001, les cours des 6 et 13 janvier 1982.
3
– Foucault Michel, Naissance de la biopolitique : Cours au Collège de France, Année 1977-1978, Editions Gallimard, Paris, 2004, pp. 9-22
– Foucault Michel, Naissance de la biopolitique : Résumé du cours au Collège de France, juin 1979, Dits et Ecrits, Tome III, 1976-1979, Editions Gallimard, Paris, 1994, pp. 818-825.
4
Foucault Michel, Du gouvernement des vivants, Dits et Ecrits, 1980-1988, tome IV, Editions Gallimard, Paris, 1994, pp. 125-129.
5
Foucault Michel, Histoire de la sexualité, Tome 4, les aveux de la chair, Édition établie par Frédéric Gros, Éditions Gallimard, Paris, 2018, pp. 119-122.
6
Foucault Michel, Foucault étudié La raison d’État, Dits et Ecrits, 1976-1979, Tome III, 24 octobre 1979, Editions Gallimard, Paris, 1994, pp. 801-805.
7
Foucault Michel, L’impossible Prison, Table ronde du mai 1978, Dits et Ecrits, 1980-1988, Tome IV, Editions Gallimard, Paris, 1994, pp. 20-34
8
Foucault Michel, Entretien avec J. François et J. de Wit, 22 mai 1981, Dits et Ecrits, 1980-1988, Tome IV, Editions Gallimard, Paris, 1994, pp.656-667.
9
Foucault Michel, Le discours ne doit pas être pris comme…, Dits et Ecrits, 1976-1979, Tome III, Editions Gallimard, Paris, 1994, p.123-24
10
Foucault Michel, Dialogue sur le pouvoir, entretien avec des étudiants de Los Angeles‪,‬ mai 1975‪,‬ Dits et Ecrits, 1976-1979, Tome III, Editions Gallimard, Paris, 1994, pp‪. 464-477.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
11
Foucault Michel, Sécurité, territoire, population, Cours au Collège de France, (1977-1978), Editions Seuil-Gallimard, 2004, Paris, pp. 8-13, 50, 78, 168-169, 262.
12
Foucault Michel, Polémique, politique et problématisations, Entretien avec P. Rabinow, mai 1984, Dits et Ecrits, 1980-1988, Tome IV, Editions Gallimard, 1994, Paris, p.591-92.
13
Foucault Michel, « Le sujet et le pouvoir », 1982, Dits et écris, 1980-1988, Tome IV, Editions Gallimard, Paris, 1994, pp. 222-243.
14
– Foucault Michel, Qu’est-ce que la critique ? suivi de La culture de soi, Édition établie par
Henri-Paul Fruchaud et Daniele Lorenzini, Librairie Philosophique J. VRIN, 2015, pp. 33-39, 81-84.
– Foucault Michel, Qu’est-ce que les Lumières ? », Magazine littéraire, no 207, mai 1984, , Dits et écris, 1980-1988, Tome IV, Editions Gallimard, Paris, 1994, pp. 679-688.
تØÙ…يل المقال
عرض مباشر : الØÙ‚يقة والسلطة عند ميشيل ٠وكو .. مصط٠ى نور الدين