الصفحة الرئيسية > انتخابات الرئاسة ال٠رنسية 2007 > اليسار ال٠رنسي بين الإجهاض Ùˆ المخاض ! ... مصط٠ى (...)
اليسار ال٠رنسي بين الإجهاض و المخاض ! ... مصط٠ى نور الدين
نشر بجريدة الاهالي بالقاهرة يوم ١٦ مايو ٢٠٠٧
الأربعاء 16 أيار (مايو) 2007, بقلم
اليسار ال٠رنسي بين الإجهاض و المخاض ! ... مصط٠ى نور الدين
نشر ملخصا بالاهالي ØªØØª عنوان : مستقبل اليسار ال٠رنسي بعد خسارة الانتخابات
نشر بجريدة الاهالي بالقاهرة يوم ١٦ مايو ٢٠٠٧
السنوات الخمس القادمة ØØ¨Ù„Ù‰ بالنضال السياسي والاجتماعي Ù ÙŠ ٠رنسا وبدأت بوادره بشكل عشوائي Ù ÙŠ العديد من المدن. وهو نضال يعقب انتصار اليمين الجديد وهزيمة اليسار ÙˆØ¨ØØ« يمين الوسط عن دور. ويلزم انتظار استقرار الخريطة السياسية التي ستعقب الدورة الثانية للانتخابات التشريعية يوم 17 يونيو لاستقراء المستقبل إذ يعيش كثير من ال٠رنسيين ØØ§Ù„Ø© من الذهول ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† والغضب لوصول نيكولا ساركوزي، اليمين الجديد، إلى قمة السلطة. ٠توقع أن ينتصر يختل٠عن ØØ¯ÙˆØ«Ù‡.
ولمزيد من التØÙ„يل لأسباب انتصار اليمين ضرورة لمتابعة آليات العملية السياسية Ù ÙŠ مجتمع رأسمالي متقدم. لقد تخيل اليسار أن Ø§Ù„Ø±Ø¨Ø Ø£ÙƒÙŠØ¯. وهذه الثقة الزائدة Ù ÙŠ الذات عادت لتسجيله لانتصارات على اليمين عام 2004 Ù ÙŠ الانتخابات المØÙ„ية ويسيطر للآن على 20 Ù…ØØ§Ù ظة ٠رنسية من 22. وكذا انتصر Ù ÙŠ الانتخابات الإقليمية بالإضا٠ة للانتخابات الأوربية. وأدت الثقة الم٠رطة إلى إقرار دخول المنا٠سة بشكل Ø£ØØ§Ø¯ÙŠ ÙˆØ§Ù†ØµØ±Ù Ø¹Ù† ٠كرته التاريخية Ù ÙŠ جمع ما يسمى اليسار المتعدد التوجهات ØªØØª راية ÙˆØ§ØØ¯Ø©. وهذا المسعى له ت٠سيره إذ ØØ§ÙˆÙ„ استرداد مكانته التي ٠قدها مع هزيمة ليونيل جوسبان Ù ÙŠ الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية عام 2002. وهو ن٠س المسلك الذي تبنته كل Ø£ØØ²Ø§Ø¨ يسار اليسار إما لتصØÙŠØ أوضاعها واثبات وجودها السياسي كما هو ØØ§Ù„ Ø§Ù„ØØ²Ø¨ الشيوعي أو للتأكيد على المكاسب التي ØÙ‚قتها بالنسبة Ù„Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ التروتسكية والخضر. أي أن القانون الذي عملت به كل التيارات المندرجة ØªØØª لا٠تة اليسار كان هو الأنانية Ø§Ù„ØØ²Ø¨ÙŠØ© وليس التوجه الجماعي Ø§Ù„Ù…ÙˆØØ¯ ال٠عال لهزيمة اليمين بعد أن استمر Ù ÙŠ الØÙƒÙ… منذ 1995. ØØ¯Ø« ذلك برغم أن Ø§Ù„ØØ³ الجماهيري كان ÙŠØ·Ù…Ø Ù„ÙˆØØ¯Ø© اليسار وأي تØÙ„يل منذ سنوات يبرهن على أن سلوك قادة اليسار بكل ٠رقه سعى للهزيمة بلا وعي. يضا٠لذلك نقطة جوهرية وهي أن Ø§ØØ¯ أسباب هزيمة جوسبان كانت عبارة تعسة قالها Ù ÙŠ ØÙ…لته الانتخابية وهي أن برنامجه ليس اشتراكيا ٠تØÙ‚Ù‚ التقدم للتروتسكيين والخضر واليمين المتطر٠. وكررت سوجلين رويال ذات الغلطة بقولها أنها لا تتكلم باسم ØØ²Ø¨ بعينه ولكن باسم من يلت٠ØÙˆÙ„ برنامجها : التعهد الرئاسي. Ù Ù ÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ù„يين تصر٠ا وكأنه يلزم Ù„Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„ØªÙ…Ù„Øµ من كلمتي اشتراكية ويسار وان الذي يجمع المواطنين على الاختيار هو ال٠رد المرشØ.
وبالتأكيد لل٠رد دور ٠ي التاريخ ولكنه مرتبط ببرنامج متماسك خير أو شرير.
٠النقيض ØØ¯Ø« Ù ÙŠ الجانب الأخر. ٠انتصار اليمين تظهره استراتيجيته المدروسة لمواجهة هزائمه السابقة. ٠ساركوزي أعلن إيديولوجيته اليمينية كماركة مميزة ودون Ø¥ØØ³Ø§Ø³ بالخجل أو بدقة بالتخلص من عقدة الانتماء لليمين ٠قال : إن رويال أكثر يمينية من جوسبان وأنا أكثر يمينية من شيراك ومن يتوجه يسارا هو جان ماري لو بن، اليمين المتطر٠!
وساركوزي من السياسيين النادرين الذين كتب ضدهم آلا٠المقالات منذ Ø§ØØªÙ„اله لمنصب وزير الداخلية طوال خمس سنوات. والسؤال هو كي٠يمكن لشخصية ير٠ضها الرأي العام Ù ÙŠ مجتمع ديمقراطي ثم يختاره لرئاسة دولة ØŸ وما الوسيلة التي اتبعها ليقتنع به ما يقرب من نص٠المواطنين ØŸ
لقد Ø§Ù‚ØªØ±ØØª رويال برنامجا قالت ٠يه أنها Ø³ØªØµØØ¨ الذين يعانون وتساعدهم على الخروج من أوضاعهم الصعبة وهي ذات الاستراتيجية لانتشال ٠رنسا من السقوط. وعلى النقيض ٠المشروع الذي يقترØÙ‡ ساركوزي يتشابه مع نمط الشخصية التي يمثلها ويرى ٠يها بعض ال٠رنسيين نمطا نموذجيا للمواطن يجمع بين الجراءة ÙˆØØ¨ المغامرة والخطاب السياسي Ø§Ù„Ù…ØªØØ±Ø± من قيود الدبلوماسية بل والعني٠.
ولأول مرة Ù ÙŠ تاريخ الرئاسة ال٠رنسية ÙŠØ·Ø±Ø Ø§ØØ¯ المرشØÙŠÙ† مسألة القيم كجوهر Ù„ØÙ…لته. إذ عادة ØªØ·Ø±Ø Ù‚Ø¶Ø§ÙŠØ§ اجتماعية واقتصادية وأمنية. ٠ساركوزي أضا٠ترسانة من القيم المرجعية ٠تكلم عن ضرورة إعادة Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ القيم كالوطن والأخلاق والسلطة ÙˆØÙ‚ المواطن بشرط الالتزام بالواجب ØÙŠØ§Ù„ المجتمع ومساعدة من يستØÙ‚ وبرهن على ذلك بنجاØÙ‡ وإعادة القيمة للعمل.
والكثير من م٠اهيمه مستمدة أساسا من Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù ظين الجدد، ٠ساركوزي ليبرالي وسلطوي ÙˆÙ…ØØ§Ù ظ. ٠السلطة يترجمها بوقو٠التلاميذ Ù ÙŠ ال٠صل الدراسي عند دخول المدرس وعن Ø§ØØªØ±Ø§Ù… الدولة أي سيادة الأمن وتوقيع عقوبات ٠ورية على الخارجين عن القانون ØØªÙ‰ القصرمنهم بجانب عقاب الآباء بدلا من الأبناء Ù ÙŠ بعض التجاوزات وإيقا٠المساعدات الاجتماعية عن الأسر التي بها أط٠ال Ø§Ù†ØØ±Ù وا لد٠ع أوليا الأمور على تØÙ…Ù„ المسؤولية عن تربيتهم. ٠العقاب هي السياسة الأساسية ويدعمها ب٠كرته التي لم يتراجع عنها بشأن البعد المتعلق بالجينات Ùˆ الوراثة Ù„Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù الاجتماعي والجريمة. وقد وصل الأمر Ø¨Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© سن قانون لمراقبة الأط٠ال Ù ÙŠ سن الثالثة لاكتشا٠السلوك العني٠لديهم لعزلهم وعلاجهم واعتبارهم مجرمين Ø§ØØªÙ…اليين مستقبلا.
وكذا اخذ عن أمريكا ٠كرة عدم التجريم الايجابي أي ضمان نسبة من الوظائ٠٠ي الشركات وغيرها للمواطنين من أصول مهاجرة نظرا لما يتعرضون له من صعوبات ٠ي إيجاد عمل بسبب أصولهم.
٠هو ير٠ض ٠كرة Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø´Ø±Ø® الاجتماعي التي قال شيراك منذ 12 سنة انه يسعى لإصلاØÙ‡ ولم ÙŠØØ¯Ø«. ٠ساركوزي ينادي بان يأخذ كل شخص مصيره بيده من اجل Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆÙ‡Ù†Ø§ تساعده الدولة على إنجاز مشروعه. أي التركيز على ٠كرة العزيمة : من يريد أن ÙŠÙ†Ø¬Ø ÙŠÙ…ÙƒÙ†Ù‡ النجاØ. ٠الخطاب هنا يلتقي مع Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù Ø±Ø¯ الغربي الذي تعلم منذ الط٠ولة أن ينهض عندما يسقط دون عون. بل أن الكبار لا يعبئون إذا سقط ٠لينهض ÙˆØØ¯Ù‡.
وهو لا ÙŠØ¨ØØ« عن تØÙ‚يق مجتمع مساواة كاستراتيجية وينتقد ال٠كرة كم٠هوم سلبي. ٠المنشود هو مجتمع الامتياز ÙˆØ§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ù Ø±Ø¯ÙŠØ© ÙˆØÙ…اية الدولة Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ الأعمال بوضع قيود تمنع تجاوز الضرائب على أرباØÙ‡Ù… عن 50 % وبتغير قانون ØÙ‚ الإضراب عن العمل و٠رض ØØ¯ أدنى إجباري لضمان سير عملية الإنتاج أو الموصلات إلى أخره.
والذهاب أبعد بال٠كرة الاستراتيجية التي طورها تكش٠التلاعب بالم٠اهيم وتغذية الصراع. ٠هو Ø¨ØØ³Ø¨ قوله : يعلن بصوت عال ما يقوله الجميع Ù ÙŠ سرهم. Ù Ù ÙŠ خطابه تأجيج للعداوة بين من يعملون ومن لا يعملون وكأن هؤلاء اختاروا البطالة وليس لأنهم لا يجدون عملا لان Ø£ØµØØ§Ø¨ العمل لا يخلقون عمالة..
٠٠يما يخص العمل يغالط Ù ÙŠ إعطاء Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ù†Ù‰ الØÙ‚يقي له. ٠هو يتكلم عن ضرورة إعادة القيمة للعمل ولا يقصد أن ينال من يعمل الأجر المتناسب ØÙ‚يقيا مع العمل الذي يؤديه ولكن أن من يريد زيادة الكسب عليه العمل أكثر. وهو يهاجم بذلك قانون العمل الذي خ٠ض ساعات العمل الأسبوعي من 39 ساعة إلى 35. ولأنه ليس من اليسير الرجوع عن مكسب اجتماعي تØÙ‚Ù‚ بإلغاء القانون ٠هو ÙŠØØ§ÙˆÙ„ إ٠راغه من Ù…ØØªÙˆØ§Ù‡ Ø¨Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ù…Ù† يريد بقبول ساعات العمل الإضا٠ية التي قد يقترØÙ‡Ø§ ØµØ§ØØ¨ العمل نظير إع٠اء ØµØ§ØØ¨ العمل من د٠ع التأمينات الاجتماعية عليها لتشجيعهم وعدم إدخال هذا الأجر الإضا٠ي Ù ÙŠ ما يعلنه المواطن من دخل يد٠ع عليه ضرائب الدخول. والمست٠يد الأساسي من هذا هو ØµØ§ØØ¨ العمل بطبيعة Ø§Ù„ØØ§Ù„ إذ يعني انه لن يعين عمالة جديدة ويكت٠بإعطاء ساعات عمل إضا٠ية للعاملين لديه. والمغالطة الأخرى هي أن Ø£ØµØØ§Ø¨ الدخول المتردية يمارسون الأعمال المرهقة ٠مطالبتهم بالعمل أكثر ٠يه Ø¥Ø¬ØØ§Ù ٠هم يموتون بعملهم الراهن سبع سنوات قبل من يمارسون أعمالا Ù…Ø±ÙŠØØ©. وبقول أخر يكون ما يقترØÙ‡ هو العمل Ù ÙŠ السوق السوداء بشكل قانوني.
وساركوزي Ù ÙŠ خطابه مهاجم وعدواني ويستخدم اللغة الشعبية والال٠اظ النابية ٠يتكلم عن Ø§Ù„ØØ«Ø§Ù„Ø© ليص٠أولاد الأØÙŠØ§Ø¡ ال٠قيرة المشاغبين, وعن اللصوص والنصابين لمن لا يد٠عون ثمن تذكرة المواصلات العامة، وعن الكسالى لوص٠العاطلين، وعن المتواكلين الذين يتلقون مساعدات اجتماعية من الدولة... Ù Ù ÙŠ مقابل هؤلاء يقوم الشر٠اء من المواطنين مع طلوع النهار ليعملوا ليعيش الآخرين من عرقهم. والخطاب السياسي ليس مجرد كلمات وإنما نبرة صوت وأداء تمثيلي راق كان ØÙƒØ±Ø§ طوال العقود السابقة على جان ماري لو بن، اليمين المتطر٠العنصري، واستطاع ساركوزي تبنيه ببراعة منذ 2003 عندما بدء Ø§Ù„ØªÙ„Ù…ÙŠØ Ø¨Ù†ÙŠØªÙ‡ للتقدم لكرسي الرئاسة والعمل بدأب Ù ÙŠ هذا الدرب مدعوما بترسانة إعلامية يسيطر عليها بعض أصدقائه من كبار راس المال. وهو ما يجعله يختل٠٠ي تلك النقطة عن رويال التي بدأت ØÙ…لتها الانتخابية متأخرة إذ لم يتأكد ذلك إلا قبل شهور قليلة.
و٠اعلية الخطاب السياسي تتزواج مع Ù…Ù‚ØªØ±ØØ§ØªÙ‡ المستقبلية الملتقية مع ما يسمى بشخصية ال٠رد الذئب، أي الجدع والشاطر والمخاطر لكي ينجØ. وهي شخصية Ø£ØµØØ§Ø¨ المشروع Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« عن Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ø«Ø±Ø§Ø¡ والملكية. والخطاب السياسي باستخدام تلك الم٠ردات يجد من يتجاوب معها Ù ÙŠ ظل تنا٠س طاØÙ† بين المواطنين منذ الط٠ولة ØÙŠØ« المنا٠سة والامتياز والجدارة والانتقاء هي مقاييس سواء Ù ÙŠ التعليم أو العمل. ٠ساركوزي لا يبتكر ولكن يعيد تكثي٠تلك السمات التي تربى عليها المواطن منذ النشء.
ÙˆÙ ÙŠ المرØÙ„Ø© الأخيرة من الانتخابات ركز هجومه على ØØ±ÙƒØ© الطلبة والعمال عام 1968 والتي قادت إلى ر٠ض الجنرال ديجول Ù ÙŠ است٠تاء عام. وبرغم الاجابيات العظيمة Ù„Ù„ØØ±ÙƒØ© بالنسبة للطبقة العاملة وللمواطنين عامة على صعيد Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ§Øª. ٠ساركوزي وضع كل مثالب المجتمع بل والرأسمالية على شماعة هذه Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© واعتبارها سبب كل المصائب من كل نوع.
ما جعل لهذه الاستراتيجية ٠عالية تمثل Ù ÙŠ أنها ن٠س القيم التي يطرØÙ‡Ø§ اليمين المتشدد وهو ما جعل أكثر أتباعه يهجرون جان ماري لو بن العجوز، 79 سنة، ويلت٠ون ØÙˆÙ„ شاب ليجدد معركتهم ل٠ترة طويلة ويدا٠ع عن مبادئهم. والعامل الآخر هو أن ٠رنسا تعجز ØÙŠØ« أكثر من ربع السكان يتجاوز عمرهم الستين سنة وغالبيتهم أعطوا أصواتهم له. Ù Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§ØØ¸ اجتماعيا انه بتقدم العمر يميل المواطن للأ٠كار Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù ظة خاصة وان تطور ال٠ردية بشكل ØØ§Ø¯ أدى إلى عزلة يعان منها كبار السن بت٠كك الأسرة التقليدية.
و٠لس٠ته التي تعود بالمجتمع للتقهقر تلخصها هذه الكلمات: اعد بان كل ما تركه اليمين لليسار سيتم استعادته. إلى جانب Ù ÙŠ ما اسماه بالقطيعة مع السياسة ال٠رنسية السارية منذ ديجول أي تعديل Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠مع الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ø´Ø±ÙŠÙƒØ§ وليس مستقل القرار وتغيير السياسة ال٠رنسية Ù ÙŠ الشرق الأوسط التي تتهم بأنها Ù…ØØ§Ø¨ÙŠØ© للبلدان العربية على ØØ³Ø§Ø¨ إسرائيل وأخيرا ر٠ض اعتبار الاستعمار جريمة ضد المستعمرات بالك٠عن الاعتذار لشعوبها. ٠هو كان وراء القانون الذي ألغاه جاك شيراك، الرئيس السابق، بهذا الشأن وكان يدعي أن الاستعمار لم يكن سيئا. ٠ساركوزي يعتبر أن تلك السياسة ÙƒØ§Ù†ØØ±Ø§Ù يساري ØØªÙ‰ ولو كان شيراك الديجولي من٠ذها.
وتوج ساركوزي خطابه ببعض من الوصايا العشر : لن اكذب عليكم ولن أخونكم ولن أجعلكم تأس٠ون على اختياركم. سأكون رئيسا لكل ال٠رنسيين ومت٠هما لقلق من لم يعطوني أصواتهم. ٠هو ليس كرويال منا٠سته، أم شجاعة، تأخذ باليد لتعاون على النهوض. هو رئيس قائد Ù ÙŠ الخط الأول Ù ÙŠ Ø³Ø§ØØ© المجتمع ليقرر وليس ليلعب دور الØÙƒÙ… وهو دليل ومرشد Ù„Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ø«Ø±Ø§Ø¡ والØÙ اظ على الهوية ال٠رنسية من غزو المهاجرين.
ومن الدهاء أن ساركوزي استخدام أسماء كبار المبدعين Ù ÙŠ التاريخ ال٠رنسي كمرجعية لمشروعه. ٠اختلط Ù ÙŠ هذا المشروع ٠يكتور هوجو الذي ناصر كوميونة باريس وألبير كامي بإنسانيته ومعاداته Ù„Ù„ØØ±ÙˆØ¨ مثله مثل جان جوريس والمؤرخ الثورة ال٠رنسية الكبير ميشليه واستشهد بأسماء من أبطال المقاومة من الشيوعيين وختم أعماله بزيارة قبر الجنرال ديجول الذي لا يجمعه به ٠كرة إذ سيقود سياسة عكسية على طول الخط مع الراØÙ„.
إن الخيار صعب Ù ÙŠ مجتمع رأسمالي متقدم إذ خرج رأس المال الكبير عن طوع الدولة Ù ÙŠ سياسة عولمة شاملة. والدولة لا تملك ØÙŠØ§Ù„ هذه العولمة إلا خيار مغازلة رأس المال لكي لا يهاجر خارج Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ ود٠عة للبقاء يتم بتقديم ضمانات بأنه Ø³ÙŠØØªÙ ظ بقسم كبير من Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¨Ø§Ø Ø§Ù„ØªÙŠ ÙŠØÙ‚قها وتخ٠ي٠أعباء نصيبه Ù ÙŠ التأمينات الاجتماعية على العاملين لديه. يضا٠لذلك تو٠ير قدر من الØÙ…اية من المنا٠سة العالمية برغم قناعته بالليبرالية كقاعدة نظرية لا نقاش ØÙˆÙ„ها. وتلك الضمانات يضا٠لها إطلاق يده Ù ÙŠ التخلص من العمالة Ù ÙŠ ظل التطور التكنولوجي المستمر. ومطالبة رأس المال Ø¨Ø§Ù„ØØ¯ من الإضرابات العمالية وإجبار العاملين على الالتزام بإدارة العملية الإنتاجية Ø¨ØØ¯ أدنى أثناء الت٠اوض بين النقابات ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨ المشروعات. وكل تلك العناصر هي جزء جوهري من برنامج اليمين الجديد. وسو٠يؤدي المساس بها إلى ØØ±ÙƒØ© ر٠ض واسعة لا شك ٠يها وتنتهي بقدرة النقابات على Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø© وممارسة الضغط Ù„Ù„ØØµÙˆÙ„ على مكتسبات أو على الأقل بعدم خسارة ما اكتسبته عبر التاريخ ويقره الدستور وقوانين العمل.
واستراتيجية ساركوزي Ù„Ø³ØØ¨ البساط من ØªØØª إقدام Ø§Ù„ØØ²Ø¨ الاشتراكي ويمين الوسط قد تعطي ثمارها وبرهنت أن خيانة الساسة لمرجعيتهم ال٠كرية ممكنة Ø¨Ø§Ù„ØØµÙˆÙ„ على مكانة Ù ÙŠ السلطة أيا كان Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…. ٠العديد ممن شغلوا مناصب وزارية Ù ÙŠ الØÙƒÙˆÙ…ات الاشتراكية قد يلØÙ‚ون بالØÙƒÙˆÙ…Ø© اليمينية. وذات الشيء بالنسبة ليمين الوسط ØÙŠØ« هجر 29 نائبا منهم ٠رنسوا بايرو ولم يبق معه إلا 4 نواب ليشكل معهم ØØ²Ø¨Ù‡ الجديد ØØ±ÙƒØ© ديمقراطية. وسيكون من بين ال٠ارين بعض الوزراء. ÙˆÙ ÙŠ ذات الوقت ٠رض Ø§Ù„ØØ²Ø¨ الاشتراكي على أعضائه هدنة داخلية للك٠عن الانتقاد والصراع على رئاسته وذلك ØØªÙ‰ نهاية الانتخابات التشريعية ثم عقد المؤتمر الاستثنائي لعمل جرد ØØ³Ø§Ø¨.
ولا ينتظر المواطنون من Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù…ÙŠ السابق المليونير ساركوزي، ثروته 2 مليون يورو، إلا أن ØªØ¨ØØ± ٠رنسا Ù ÙŠ Ø¨ØØ± الظلمات وليس مثله على يخت صديق من Ø£ØµØØ§Ø¨ الملياردارت. إذن كانت Ù Ø§ØªØØ© سوء وأغضبت الشعب إذ كان قد تكلم عن ٠ترة استجمام ٠ظن الجميع انه سيذهب Ù„ÙˆØ§ØØ¯Ø© من الجزر ال٠رنسية أو إلى دير. ود٠عت رØÙ„Ø© البذخ الان ٠ينكيلكروت، ال٠يلسو٠الصهيوني ÙˆØ£ØØ¯ اكبر أتباعه أن يكتب Ù ÙŠ صØÙŠÙ Ø© لوموند مقالا ينتقده ويختمها بقوله : لقد عشنا طوال ثلاثة أيام الرØÙ„Ø© Ù ÙŠ خجل.. ٠هل سمع الرئيس هذه الكلمات Ù ÙŠ مالطة ØŸ