الصفحة الرئيسية > Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوربي > أوروبا Ù ÙŠ طريق الانهيار .. بقلم : مصط٠ى نورالدين
أوروبا ٠ي طريق الانهيار .. بقلم : مصط٠ى نورالدين
نشر بجريدة التجمع (القاهرة) 2006 Ø³ÙˆÙ ÙŠØØ¯Ø¯ اليوم قريبا
الثلاثاء 17 كانون الثاني (يناير) 2006, بقلم
أوروبا ٠ي طريق الانهيار .. بقلم : مصط٠ى نورالدين
" أرى ٠يما دار ما يدعو Ù„Ù„ØØ²Ù† والمرارة. شعرت بالخجل عندما سمعت الدول ØØ¯ÙŠØ«Ø© Ø§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù‚ Ø¨Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي ØªÙ‚ØªØ±Ø Ø§Ù„ØªÙ†Ø§Ø²Ù„ عن جزأ مما طلبته من مساعدة مالية لل٠ترة المقبلة لكي تصون ÙˆØØ¯Ø© Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯. اشعر بالخجل لأنها كلها دول ٠قيرة Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯Ø© أكثر من الأخرى." كانت تلك كلمات ختام اللقاء الأوروبي Ù ÙŠ بروكسيل التي ØµØ±Ø Ø¨Ù‡Ø§ جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسومبورج والرئيس Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ Ù„Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي.
الأزمات Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø© التي تتواصل Ù ÙŠ Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي تكش٠عن أن الخلا٠ات ليست بين الشعوب والØÙƒØ§Ù… ٠قط وإنما أيضا بين هؤلاء الØÙƒØ§Ù… أن٠سهم الذين يدا٠عون عن ال٠كرة ويدعون لتطبيقها.
Ù Ù ÙŠ بوركسيل ت٠جرت يومي 16 Ùˆ 17 يونيو الخلا٠ات وانتهى اجتماع رؤساء الدول والØÙƒÙˆÙ…ات ب٠شل جديد ولكن هذه المرة يهدد أوروبا بالت٠جر. ÙˆÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§Ù ÙƒØ£Ù†Ù‡ ØÙˆÙ„ الموازنة لسنوات المقبلة ( 2007 – 2013 ) ولكن الأمر أعمق من ذلك.
٠أول الأزمات التي مزقت القرار الأوروبي كانت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ضد العراق. وتسببت Ù ÙŠ ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ Ù ÙŠ أزمة بين ٠رنسا وألمانيا وبلجيكا المعارضين Ù„Ù„ØØ±Ø¨ من ناØÙŠØ© وانجلترا وايطاليا وأسبانيا والدول ØØ¯ÙŠØ«Ø© الانضمام التي ØªØØ§Ù„٠ت مع الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©.
ثم جاءت أزمة ر٠ض الشعبين ال٠رنسي والهولندي لمشروع الدستور الأوروبي وبدأت الأصوات المت٠ائلة تتشاءم ووا٠ق الجميع على إيقا٠عمليات الاست٠تاء Ù ÙŠ الدول الأخرى وإطالة ٠ترة الت٠كير لمدة سنة إضا٠ية ØØªÙ‰ لا ÙŠÙ†Ù Ø¶Ø Ø£Ù…Ø± الر٠ض الجماعي للدستور.
ولكن الأزمة الراهنة أخذت أكثر الأشكال ØØ¯Ø© إذ ان٠ض الاجتماع بإقرار الكل بخطورة عدم الات٠اق على مستقبل Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي بدون دستور وبدون ميزانية.
أموال Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ كي٠تجمع وتن٠ق:
تتكون ميزانية Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ بنسبة Ù†ØÙˆ 60 Ù ÙŠ المئة من إسهام الدول بنسبة (بنØÙˆ نص٠٠ي المئة) من الناتج المØÙ„ÙŠ الإجمالي لكل دولة من دول Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ Ùˆ 24 Ù ÙŠ المئة استقطاع من الضرائب غير المباشرة التي ØªØØµÙ„ها الدول Ùˆ 14 Ù ÙŠ المئة من ØØ§ØµÙ„ات الديوان وضرائب على الواردات واقل من 2 Ù ÙŠ المئة من القطاع الزراعي... وبالتالي ٠الدول الغنية تسهم أكثر من ال٠قيرة Ù ÙŠ ميزانية Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯. ٠٠رنسا على سبيل المثال تسهم بنØÙˆ 17 Ù ÙŠ المئة من إجمالي الميزانية وألمانيا بنØÙˆ 24 Ù ÙŠ المئة بينما لا تسهم بريطانيا إلا بنسبة 13 Ù ÙŠ المئة برغم أنه من الم٠ترض أن تسهم بنسبة 18 Ù ÙŠ المئة وذلك نتيجة وضع خاص سنذكره بعد قليل.
أما عن كي٠ين٠ق Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ هذه الأموال ØŸ يمكن ØªØØ¯ÙŠØ¯ 95 Ù ÙŠ المئة منها كتدخل مباشر Ù ÙŠ الØÙŠØ§Ø© العامة للدول الأعضاء Ù ÙŠ Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ وكذا للدول ال٠قيرة. Ù Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ يخصص 45 Ù ÙŠ المئة من الميزانية لقطاع الزراعة وهو ما يسمى السياسة الزراعية المشتركة أي Ù†ØÙˆ 45 مليار يرو. ويخصص Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ Ù†ØÙˆ 34 مليار يرو لما يسمى الترابط الاجتماعي والاقتصادي ويهد٠إلى مساعدة المناطق المتخل٠ة Ù ÙŠ كل مجتمع وتطويرها Ù„Ù„ØØ¯ من انعدام العدالة الاجتماعية. أما التعليم والبØÙˆØ« العلمية والتطور التكنولوجي والتأهيل المهني ٠نصيبها اقل من 7 مليار يرو. ويخصص للبلدان خارج المجموعة الأوربية وخاصة بلدان ØÙˆØ¶ المتوسط Ù†ØÙˆ 5 مليار يرو. ثم يأتي أخيرا البلدان التي تستعد للدخول كعضو Ù ÙŠ Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي ويخصص لها أكثر قليلا من 3 مليار يرو وذلك لكي ØªØØ³Ù† من أداء هيكلها الاقتصادي وتطبيق الأسس التي ي٠رضها Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ كشرط للانضمام مثل ØªØØ³ÙŠÙ† البيئة وتطوير الهيكل Ø§Ù„ØªØØªÙŠ ÙˆØ§Ù„Ø¥Ø¯Ø§Ø±ÙŠ ليتجانس مع هيكل دول Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الخمسة عشر الأساسية.
ÙˆØªØØ§ÙˆÙ„ كل دولة أن توازن بين ØØ¬Ù… ما تسهم به Ù ÙŠ ميزانية Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوربي وما يعود علها من هذه الميزانية Ù ÙŠ شكل دعم للزراعة القومية أو تطوير المناطق الري٠ية أو غيره من الن٠قات التي تخصصها الميزانية لكل دولة ØØ³Ø¨ ØØ§Ø¬ØªÙ‡Ø§.
جذور الأزمة :
وإذا كانت الأزمة الراهنة دارت ØÙˆÙ„ مسالة ميزانية Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي ور٠ض بريطانيا الإقرار بها برغم موا٠قتها على ذلك مبدئيا عام 2002 ٠ان ذلك يكش٠الأسباب الأخرى للت٠كك الأوروبي والأكثر عمقا ومن أهم هذه الأسباب :
1 – الصراع على قيادة Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ يشكل ÙˆØ§ØØ¯ من أهم هذه الأسباب. Ù ØØªÙ‰ الوقت الراهن Ù„Ø§Ø Ø¯ÙˆØ± كل من ألمانيا و٠رنسا Ù ÙŠ Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ كدور الآباء المؤسسين والزعماء الذين بيدهم الكلمة العليا. ومع تبني بريطانيا Ù„Ù„ØªØØ§Ù„٠مع الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© Ù ÙŠ كل المسائل الخلا٠ية بينها وبين أوروبا ظهرت بريطانيا كمن يريد ت٠جير Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي. وبعد Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¨ÙŠÙ„Ø± Ù ÙŠ الانتخابات الأخيرة وللمرة الثالثة كرئيس للوزراء قوى موقعه السياسي Ù ÙŠ المجموعة Ù ÙŠ ØÙŠÙ† تلقى شيراك ضربات متتالية داخليا أخرها ر٠ض الدستور Ù ÙŠ نهاية مايو الماضي Ù ÙŠ ٠رنسا. وذات الضع٠بدأ يضرب المستشار الألماني شيرودر الذي يتوقع الكثير انه سي٠قد مكانه Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù†Ø¬ÙŠÙ„Ø§ ميركل Ù…Ø±Ø´ØØ© Ø§Ù„ØØ²Ø¨ المسيØÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ…Ù‚Ø±Ø§Ø·ÙŠ.
يضا٠لذلك أن بيلر سو٠يتولى دورة رئاسة Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي مع نهاية شهر يونيو ولمدة 6 اشهر. وهي ٠رصة ل٠رض رؤيته.
2 – السب الهام الآخر يتمثل Ù ÙŠ التوسع السريع Ù„Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي إذ تم قبول ضم 10 دول جديدة عام 2004. وجاء ر٠ض الدستور Ù ÙŠ كل من ٠رنسا وهولندا ليعني أيضا ر٠ض التوسع الأوروبي ولذا ٠سو٠تظل المسالة معلقة إلي ØÙŠÙ†. وهنا تت٠جر بشكل خاص مسالة انضمام تركيا للمجموعة الأوروبية أم لا ٠بريطانيا ØªØØ¨Ø° Ù ØªØ Ø§Ù„ØÙˆØ§Ø± مع تركيا ٠ورا Ù ÙŠ ØÙŠÙ† تتردد كثير من الدول الأوربية إلى أن تنجز تركيا خطوات كبيرة بشأن ØÙ‚وق الإنسان ÙˆØÙ‚وق المرأة ويضي٠البعض Ø§Ù„Ø§Ø¹ØªØ±Ø§Ù Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„ØªÙŠ ØØ¯Ø«Øª ضد الأرمن عام 1915.
يضا٠لذلك أن التوسع الأوروبي يشكل عبئا ماليا كبيرا Ù ÙŠ الموازنة التي تخصص نسبة كبيرة منها لمساعدة الدول ال٠قيرة التي التØÙ‚ت Ø¨Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯. وبعدم الات٠اق على الميزانية الجديدة للسنوات المقبلة توق٠ت عملية التوسع الأوروبي إذ أن الميزانية التي ستظل سارية هي التي وضعت قبل انضمام الدول العشر إلى Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯. ٠لا يمكن تمويل المشروعات ٠يها أو دعمها اقتصاديا من بنود الميزانية التي تنتهي مع عام 2006. ولذا ٠ان على بريطانيا أن تتوصل إلى ØÙ„ لهذه المشكلة الأساسية إبان ٠ترة رئاسة توني بلير Ù„Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوربي من أول يوليو القادم وذلك بتقديم مشروع ميزانية يت٠ق علية كل الأعضاء.
3 – واهم الأسباب التي يدور ØÙˆÙ„ها الخلا٠يتعلق بالسياسة الزراعية المشتركة وهي أقدم السياسات التي تم الات٠اق عليها بين الدول الأوروبية Ù ÙŠ " ات٠اقية روما " عام 1957 وتم بدء تطبيقها ٠عليا عام 1962. وهد٠"السياسة الزراعية المشتركة" هو: ر٠ع الإنتاجية، ضمان مستوى عادل للعاملين بالزراعة، ضمان استقرار السوق، ضمان Ø§Ù„ØØµÙˆÙ„ على الضروريات، ضمان أسعار معقولة للمستهلكين، Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù ظة على البيئة وتطوير الري٠.
وتستØÙˆØ° السياسة الزراعية المشتركة على نسبة 45 Ù ÙŠ المئة من ميزانية Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯..
ونعود لسبب استمتاع بريطانيا بوضع خاص Ù ÙŠ مساهمتها Ù ÙŠ ميزانية Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ بقدر اقل مما يت٠ق مع مبدأ توزيع Ø§Ù„ØØµØµ كنسبة من الدخل المØÙ„ÙŠ لكل دولة. يعود هذا الوضع إلى عام 1984 ØÙŠÙ†Ù…ا طالبت مارجريت تاتشر بان تتØÙ…Ù„ باقي الدول الأوروبية نسبة مما يلزم على بريطانيا منØÙ‡ لميزانية Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯. ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ¬ÙŠØ© البريطانية والتي قبلتها الدول الأوروبية هي أن بريطانيا لم تعد مجتمع زراعي وتعتمد بشكل مطلق على السوق العالمي لسد ØØ§Ø¬Ø§ØªÙ‡Ø§ منه. وبناء على هذا الوضع ٠بريطانيا لن تست٠يد من أي مساعدة لقطاعها الزراعي من قبل ميزانية Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي كباقي الدول. وا٠قت الدول الأوروبية ØÙŠÙ†Ø¦Ø° أن تقتسم بينها ما على بريطانيا نظريا أن تد٠عه. ووقع العبء الكبير من هذا المبلغ على باقي الدول الكبرى. ثم توصلت كل من ألمانيا والنمسا وهولندا والسويد إلى إع٠ائهم بدورهم من ربع ما يجب أن يسهموا به من نصيب بريطانيا.. ٠وقع العبء الأكبر على كل من ايطاليا و٠رنسا. Ù Ù ÙŠ ال٠ترة 1995 – 2001 وصل المبلغ الذي يجب تسديده بدلا من بريطانيا إلى ثلاثة ونص٠مليار يرو سددت ٠رنسا منه 23 Ù ÙŠ المئة بالإضا٠ة إلى نصيبها وارت٠ع ما د٠عته بدلا عن بريطانيا لعام 2004 إلى 30 Ù ÙŠ المئة..
ولقد طالبت معظم الدول الأوروبية إعادة النظر Ù ÙŠ هذه السياسة لكي تد٠ع بريطانيا كامل نصيبها بغض النظر عن عدم است٠ادتها من سياسة الزراعة المشتركة. وذلك لكي يواجه Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي الضروريات المستجدة نتيجة انضمام 10 دول جديدة Ù ÙŠ ØØ§Ø¬Ø© إلى مساعدات كبيرة لكي تطور قطاعاتها الإنتاجية وتشيد الطرق وترت٠ع بمستوى التعليم والتأهيل لكي تتكامل مع الدول الأخرى المتقدمة.
وير٠ض بلير مساهمة كاملة من بريطانيا إلا إذا أخذت أوروبا بوجهة نظره. أي ر٠ضه الإسهام المالي الكامل Ù ÙŠ Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ Ù ÙŠ ظل السياسة الراهنة والتي ØªÙ…Ù†Ø Ù†ØÙˆ 45 Ù ÙŠ المئة من الموازنة للسياسة الزراعية المشتركة. ٠هو يريد تقليص المبالغ المخصصة للزراعة وتوجيه الأموال Ù†ØÙˆ القطاعات التي تشكل "أوروبا المستقبل". ٠ما ÙŠÙ…Ù†Ø Ù„Ù‚Ø·Ø§Ø¹ الزراعة يشكل سبع أضعا٠ما يخصص Ù„Ù„Ø¨ØØ« العلمي والتكنولوجيا والتنمية والتعليم.
ويضا٠للخطوط العامة لاستراتيجية بلير من اجل أوروبا التي سو٠يعرضها Ù ÙŠ بروكسيل يوم 23 يونيو كرئيس لمدة 6 شهور بدءا من أول يوليو : ضرورة Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø³ÙˆÙ‚ العمل الأوروبي، تخ٠يض المساعدات العامة، إنجاز ليبرالية سوق الطاقة (الكهرباء) وخلق سوق مالي ليبرالي عبر الأطلسي.
وجدير بالذكر أن غالبية القوة العاملة الزراعية ال٠رنسية ر٠ضت الدستور الأوروبي برغم است٠ادتها الكبيرة منه إذ اعتبرت أن السياسة الزراعية الأوروبية المشتركة لا تعبر عن آمالها بل تعرض قطاع الزراعة ال٠رنسي لمخاطر كبيرة Ø¨Ù ØªØ Ø§Ù„Ø³ÙˆÙ‚ للمنا٠سة من البلدان الأوربية الأخرى التي تعتبر تكل٠ة الإنتاج ٠يها أكثر انخ٠اضا وبالتالي أكثر تهديدا Ù„Ù„Ù…ØØ§ØµÙŠÙ„ المØÙ„ية. بالإضا٠ة إلى أن ØØ¬Ù… المساعدة Ø§Ù„Ù…Ù…Ù†ÙˆØØ© للمزارعين لم تتوق٠عن الانخ٠اض إذ كانت Ù†ØÙˆ 90 Ù ÙŠ المئة من ميزانية Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ عام 1990 ÙˆØ£ØµØ¨ØØª الآن 45 Ù ÙŠ المئة ٠قط.
علاوة على ذلك ٠إن Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ يطالب المنتجين الزراعيين تطبيق أساليب ØØ¯ÙŠØ«Ø© للØÙ اظ على البيئة وجودة الإنتاج وغيره وهو ما يتطلب مصاري٠ليست Ù ÙŠ طاقة صغار المنتجين المالية. إذ أن المساعدات الأوروبية كانت ØªÙ…Ù†Ø Ù„ÙˆÙ‚Øª طويل Ù ÙŠ علاقتها بكمية الإنتاج لكل مزارع وهو ما يعني أن المست٠يدين منها كانوا كبار المزارعين. ولم ÙŠÙƒÙ Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي من Ø¥ØØ¯Ø§Ø« تغيرات إلا انه كان Ù ÙŠ كل مرة غير مرضي لصغار المزارعين. Ù Ù ÙŠ Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Ø®ÙŠØ± عام 2003 تقرر Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Ù…Ø²Ø§Ø±Ø¹ÙŠÙ† عون لا علاقة له لا بالإنتاج ولا Ø¨Ù…Ø³Ø§ØØ© الأرض المنزعة وهو ما تر٠ضه نقابات المزارعين لاعتباره " معونة " وليس مساعدة من اجل ØªØØ³ÙŠÙ† الإنتاجية ولا ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨ØªÙˆÙ ÙŠØ± الشروط الأخرى الخاصة Ø¨Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù ظة على البيئة أو تØÙ‚يق الأمن الغذائي أو سلامة ØµØØ© الØÙŠÙˆØ§Ù† بالنسبة لمربي المواشي.
وتجدر الإشارة إلى أن السياسة الزراعية المشتركة التي تطبقها الدول الأوربية تضر بشكل أساسي بلدان الجنوب المتخل٠ة التي لا تتمكن من تصدير منتجاتها إلى أوربا نظرا لارت٠اع الضرائب الم٠روضة عليها لتصل إلى 20 Ù ÙŠ المئة Ù ÙŠ ØÙŠÙ† أن الضرائب على السلع الصناعية تصل إلى 4 Ù ÙŠ المئة ٠قط وهو ما يعني ØªØØ¨ÙŠØ° التبادل التجاري بين الدول الصناعية الكبرى بتقديم تسهيلات أكثر لها وتطبيق سياسة ØÙ…اية اكبر ضد الدول المتخل٠ة.
أوروبا الراهنة تعود Ù ÙŠ نظر المعارضين لعصر مضى ØÙŠÙ†Ù…ا كانت الزراعة تشكل Ø§ØØ¯ القطاعات الهامة Ù ÙŠ الاقتصاديات المØÙ„ية. ومع التطور التكنولوجي السريع تراجعت الزراعة لدرجة كبيرة Ù ÙŠ الدول الكبرى التي تعتمد على ØØ§Ø¬Ø§ØªÙ‡Ø§ الغذائية والزراعية من الواردات منذ 1945 بعد تقدم القطاعات الأخرى بØÙŠØ« Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù…Ù„ÙŠÙ† بالزراعة يشكلون نسبة ضئيلة من القوة العاملة.
وبالتأكيد هناك عجز Ù ÙŠ الاستراتيجية الأوروبية بشكل عام عن مواجهة المستقبل ٠يما يتعلق بكل ٠روع التقدم التكنولوجي والان٠ورماتيك بل والطب. وهذا يتجلى Ù ÙŠ Ù ØªØ Ø£Ø¨ÙˆØ§Ø¨ الهجرة للكوادر Ù ÙŠ هذه المجالات Ù†ØÙˆ كل الدول المتقدمة بما Ù ÙŠ ذلك ألمانيا وعجز الدول عن إعادة تأهيل ملايين العاطلين الذي يعيشون على ØØ§Ù Ø© المجاعة وتزايد نسب السكان ØªØØª ØØ¯ ال٠قر.
ولعل ما يدعو للتساؤل والاندهاش هو كي٠تتخبط دول Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي وتظهر عجزها المستمر على كل المستويات برغم ما تتمتع به من برلمان أوروبي ولجنة أوروبية ومجلس Ø§ØªØØ§Ø¯ أوروبي وثلاثة ألا٠موظ٠مؤهل وخبير على أعلى المستويات من كل دول Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ يعملون Ù ÙŠ خدمتها ويستØÙˆØ°ÙˆÙ† على أكثر من 5 Ù ÙŠ المئة من ميزانية Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ لمباني ٠اخرة وأجهزة ØØ¯ÙŠØ«Ø© وأجور باهظة وكلهم يعملون على قدم وساق من اجل تشكيل كيان قوي لمواجهة الذين يهيمنون على العالم من الغرب ومن الشرق الأقصى !
ولعل المست٠يد الأساسي من Ø¶Ø¹Ù Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي هو الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© الأمريكية برغم ادعائها بأنها تريد أوروبا قوية ٠سو٠تستطيع تمرير سياستها Ù ÙŠ أوروبا منقسمة وربما نرى بعض من هذا Ù ÙŠ اجتماع الدول الصناعية الثمانية الكبرى Ù ÙŠ أوائل يوليو القادم.